بدعوة كريمة من النادي الأدبي في محافظة الأحساء، زرت الأحساء، «الأرض الخالدة» التي سكنت التاريخ والحضارة والدهشة. في الأحساء، واحة الفرح وأيقونة الإبداع، عشت «يوم الوطن» في عيده ال 87، كما لم أعشه من قبل، ويبدو أن هذا الشعور الرائع لمسه كل أبناء وبنات الوطن الجميل الذي يصنع مجده الحديث. في الأحساء، كانت مبايعة عفوية وشعبية من كل العاشقين والهائمين بحب هذا الوطن الرائع الذي يعيش أهم مراحله وأجمل تفاصيله. في الأحساء، تماهت الفرحة مع الطموح، وامتزجت المشاعر بالإرادة. في الأحساء، حضر الشعر والكتاب والمسرح والفن وكل التفاصيل الجميلة التي يُتقنها الأحسائي حدّ الكمال. في الأحساء، عزف «الموال» لحن الفرح على رقصات الهولو واليامال، وعلى إيقاعات «الصوت» والشجن. في الأحساء، كانت الفرحة، فرحة وطن، عشق وطن، مجد وطن. ثلاثة أيام مذهلة في هذه الواحة الملهمة، مرّت كنسمات ألق وضحكات فرح. الأحساء، بوابة الخليج العربي، والمحافظة الأكبر بين كل المحافظات السعودية بمساحة تزيد على نصف مليون متر مربع، أي ما يُقارب ربع مساحة الوطن، ويبلغ عدد سكانها أكثر من مليون نسمة. الأحساء، واحة النخيل، بل هي بحر من النخيل، حيث يوجد بها أكثر من 3 ملايين نخلة، تنتج أكثر من 100 ألف طن من التمور سنوياً، بما يُعادل 10٪ من إنتاج الوطن. والكتابة عن تاريخ وحضارة وآثار وتراث ومعالم وعادات وتقاليد هذه الأرض العتيقة، تحتاج للكثير من المقالات والدراسات والتقارير، فهي حكاية أسطورية في سجل الخلود، وأيقونة ملهمة في صفحات المجد. الأحساء، بعمقها التاريخي والحضاري والإنساني الممتد لأكثر من 6 آلاف سنة قبل الميلاد، تُمثّل «بقعة جذب» سياحي واقتصادي واجتماعي لا مثيل لها، وهي تملك كل مقومات وملامح النجاح على المستوى المحلي والإقليمي، وهي أكبر واحة زراعية صحراوية في العالم، وتقع على أكبر حقل نفط في العالم، وتتنوع بيئياً وثقافياً واجتماعياً، وهي رمز للتعايش والتسامح والتناغم، وتجمع بين الزراعة والبحر والجبل والصحراء. الأحساء باختصار، كنز وطني يستحق الاكتشاف والاستثمار، وعلى وجه السرعة. جبل القارة، مسجد جواثا، مزارع «الرز الحساوي»، بحيرة الأصفر، عين الجوهرية، المدرسة الأميرية الأولى، قيصرية الأحساء، بيت البيعة، قصر إبراهيم الأثري، والكثير الكثير من المعالم والملامح السياحية والتراثية والثقافية التي تحتضنها هذه الواحة الملهمة التي تستحق أن تكون في صدارة السياحة الوطنية، بل والإقليمية. الأحساء، واحة الدهشة وأيقونة الجمال، بحاجة ماسة لوجود «رؤية ذكية» لكي تُستثمر سياحياً واقتصادياً وتنموياً، فهي «سلة وطن» تحمل الحب والجمال والخير. حفلة الوطن الكبرى التي أقيمت في النادي الأدبي الذي يُعد تحفة معمارية رائعة، كانت أمسية باذخة تُشبه حكايات الفرح، تألقت فيها الشاعرة الأحسائية الملهمة بشاير محمد التي كتبت نص الأوبريت الرائع «وطن الأمجاد» والذي أعلن عن بروز أديبة وشاعرة رائعة تستحق أن تكتب للجنادرية، الكرنفال الوطني الأشهر. شكراً للأحساء، المكان والإنسان، الواحة التي تنسج مجد وطن. شكراً لكل الأحسائيين الطيبين الذين يُشبهون روعة الأحساء. الدكتور ظافر الشهري رئيس أدبي الأحساء والشاعر المبدع محمد الجلواح وكل الفريق المنظم والمشرف على هذه الاحتفالية الوطنية الرائعة: شكراً لكم من الأعماق.