أعلن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون مساء أمس أن بلاده لا تعترف بالاستفتاء "الأحادي" لاستقلال كردستان العراق وتدعو جميع الاطراف إلى "الحوار" وضبط النفس. وأضاف أن "التصويت والنتائج يفتقران الى الشرعية ونواصل دعمنا عراقاً موحداً اتحادياً ديمقراطياً ومزدهراً". وتابع أن واشنطن "تدعو جميع الاطراف، بما فيها جيران العراق، الى رفض أي خطوة أحادية وأي استخدام للعنف". كما أعرب تيلرسون عن "القلق أيضاً حيال العواقب السلبية المحتملة لهذه الخطوة الأحادية". وقال "نحض السلطات الكردية العراقية على احترام الدور الدستوري للحكومة المركزية، كما نحض الحكومة المركزية على عدم التهديد أو حتى التلميح إلى احتمال استخدام القوة". وطالب جميع الجهات الفاعلة ب"التركيز على محاربة" تنظيم داعش. من جانبه عرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الجمعة المساعدة في تهدئة التوتر بين بغداد وحكومة إقليم كردستان بعد الإستفتاء وحث على ضرورة تجنب أي تصعيد. وفي بيان عقب اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قال ماكرون إنه دعا العبادي إلى زيارة باريس في الخامس من أكتوبر لبحث القضية لكنه حث الجانبين على البقاء متحدين في أولويتهما المتمثلة في هزيمة تنظيم داعش وإرساء الاستقرار في العراق. وقال ماكرون في البيان "ينبغي تجنب أي تصعيد". في هذه الأثناء اعتبر المتحدث باسم التحالف الدولي الكولونيل راين ديلون أن الاستفتاء حول استقلال كردستان يؤثر على الحرب على تنظيم داعش، لانه يضعف من تركيز المقاتلين الاكراد والعرب على المواجهة مع التنظيم. وقال إن التركيز الذي كان مثل شعاع الليزر المسلط على تنظيم داعش، لم يعد كذلك بنسبة مئة بالمئة. وتابع: "هناك مواقف كثيرة اتخذت، كما قيل الكثير، عما يمكن أن يجري وهذا يعني انه كان للاستفتاء تأثير على المهمة الاساسية التي تقضي بتكبيد تنظيم داعش هزيمة في العراق". من جهته، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أمس إن إجراءات تركيا للرد على استفتاء إقليم كردستان العراق على الاستقلال لن تستهدف إلا من قرروا إجراءه. وأضاف أن أنقرة لن تجعل المدنيين الذين يعيشون في شمال العراق يدفعون ثمن الاستفتاء. من جهتها حذرت المرجعية الدينية العليا في العراق من خطوات الانفصال لزعيم اقليم كردستان العراق المنتهية ولايته، مسعود البارزاني، داعية المسؤولين في اربيل الى الرجوع إلى الدستور. وقال احمد الصافي في خطبة الجمعة التي اقيمت في محافظة كربلاء: "نحذر من الخطوات الانفرادية لانفصال اقليم كردستان العراق حيث أن التقسيم سيفتح المجال للتدخل الاقليممي والدولي على حساب مصالح العراقيين، مطالبا بالاحتكام للمحكمة الاتحادية. من جهة أخرى، توقفت أمس الرحلات الجوية من إقليم كردستان العراق وإليه بعد أن فرضت حكومة العراق المركزية حظراً لحركة الطيران الدولي، رداً على تصويت الإقليم على الاستقلال. وعلقت كل شركات الطيران الأجنبية تقريبا رحلاتها إلى مطاري أربيل والسليمانية استجابة لإخطار من حكومة بغداد التي تسيطر على المجال الجوي للبلاد. وأبقت شركتا لوفتهانزا والخطوط الجوية النمساوية فقط على رحلة واحدة على الأقل بعد موعد الحظر. وقال متحدثا باسم مجموعة لوفتهانزا إن الشركة تدرس ما إذا كانت ستضطر لإلغاء الرحلات والحظر لا يسري على الرحلات الداخلية من كردستان وإليها لذا من المتوقع أن يصل المسافرون إلى هناك عبر التوقف في الغالب بمطار بغداد الذي سيواجه ضغوطاً بسبب الرحلات الإضافية.