أحد أهم متطلبات التأسيس للتنمية تحقيق الاستدامة، ذاك أن المشروعات التي لا تبنى على أسسس تحقق الاستدامة للأجيال المقبلة.. لا يمكن أن تكون مشروعات تنموية حقيقية.. فعندما ترى مشاريع النقل العام، والطرق التي يزيد عمرها على مئات السنين في الدول الأوروبية، تدرك جيداً أهمية هذا الهدف القائم على تأسيس يتسم بالجودة، ويحقق الاستدامة. المشروعات التي أعلنت أخيراً في مدن مختلفة في المملكة، جميعها مشروعات ذات قاسم مشترك واحد هو التوطين الاستثماري، وخلق فرص عمل واسعة للشباب والشابات في قطاعات السياحة، والترفيه، والاستثمار، والنقل.. وفي نفس الوقت تقوم على مبدأ الشراكة بين القطاعين الخاص والحكومي.. وهنا نتحدث عن فرص واعدة للقطاع الخاص، خاصة المنشآت الصغيرة والمتوسطة، والأهم أنها تقوم على الاستفادة من مقومات وطبيعة المشروع، فمثلاً مشروع "البحر الأحمر" يقع على أحد أكثر المواقع الطبيعية جمالاً وتنوعاً في العالم، بهدف تطوير منتجعات سياحية استثنائية على أكثر من 50 جزيرة طبيعية، ومشروع "القدية" بالرياض يستفيد من تكوينات طبيعية وبيئية تخلق من المشروع مدينة ترفيه متفردة. قبل أيام واصل صندوق الاستثمارات العامة قيادته لإستراتيجية التأسيس التنموي القائم على الاستدامة بإطلاقه مشروع إعادة تطوير الواجهة البحرية في وسط كورنيش مدينة جدة لتحويلها إلى منطقة حيوية ووجهة سياحية وسكنية وتجارية فريدة تحت مسمى "جدة داون تاون الجديدة".. بهدف تهيئة بيئة جاذبة ومتميزة تسهم في تطوير مدينة جدة ودعم طموحاتها لتصبح ضمن أفضل 100 مدينة على مستوى العالم، حيث سيساهم المشروع في تطوير منطقة حيوية للترفيه والتسوق. المراقب للمشهد العام في تأسيس المشروعات في جدة، مشروع البحر الاحمر، و"جدة داون تاون"، وكذلك مشروع الفيصلية الذي اطلع عليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- مؤخراً، وكشف عنه مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل ليكون امتداداً لمدينة مكةالمكرمة ويبدأ من الحد الشرعي للعاصمة المقدسة وينتهي في الشاطئ الغربي لمكة على مساحة 2450 كلم2.. جميعها تعيد صياغة ذلك المشهد لتكون مدينة جدة جاذبة للاستثمار، ومقصداً إقليماً للسياحة، بالاستفادة من أهم عوامل الجذب وهو مجاورتها لمكةالمكرمة قبلة المسلمين، ومقصدهم للحج والعمرة.