للمرة الأولى منذ افتتاحه عام 1988م استقبل استاد الملك فهد الدولي بالرياض آلاف العائلات السعودية التي زحفت إلى مدرجاته للاحتفال باليوم الوطني 87 للمملكة، وبالتحديد الفعاليات التي نظمتها الهيئة العامة للترفية بالتنسيق مع الهيئة العامة للرياضة، وتعد هذه المرة هي الأولى التي يتواجد في مدرجات ملعب سعودي نساء سعوديات، بعدما كان في السابق يقتصر وجود النساء على الأجنبيات خلال حضورهن المباريات الدولية. "درة الملاعب" احتضنت فعالية "ملحمة وطن"، وتواجدت العائلات في المدرجات بكثافة وسط تنظيم أكثر من رائع، إذ قسمت المدرجات إلى قسمين، للشباب والعائلات، وخصصت بوابات ومداخل للنساء والعائلات، ومثلها للشباب، وهيأ المنظمون للجميع بيئة آمنة وجاذبة، واحتفل الجميع بالوطن من دون حدوث أي تجاوزات على الرغم من كثافة العدد، وتحقق حلم آلاف النساء بالتواجد في مدرجات أحد اشهر الملاعب في المملكة، ذلك الملعب الذي كانوا يتابعن المباريات التي تقام عليه خلف الشاشات. نجاح فعالية "ملحمة وطن" على استاد الملك فهد الدولي بالرياض تنظيمياً جعل البعض يطالب بفتح مدرجات الملاعب السعودية أمام العائلات لحضور مباريات المنتخبات والأندية السعودية بما يتوافق مع الشريعة الإسلامية ولا يتعارض مع العادات والتقاليد، مثلما حدث في احتفالات اليوم الوطني، عندما قسمت المدرجات، وخصص جزء منها للنساء والعائلات، بمداخل ومواقف وبوابات خاصة ومنعزلة عن مداخل الشباب. حول هذا الملف الجدلي تؤكد عضو مجلس الشورى ورئيسة أكاديمية "جدة يونايتيد" لينا آل معينا أن تجربة حضور العائلات لفعالية ترفيهية في استاد رياضي تعزز من الترابط الأسري وقالت ل"الرياض": للأسف لم أتمكن من حضور الفعالية على استاد الملك فهد الدولي في الرياض بسبب ارتباطاتي العملية لكنني تابعت ردود الأفعال التي كانت إيجابية، وأعتقد أن تواجد أعضاء العائلة وخروجهم لمكان مثل استاد كرة القدم يعزز من التواصل والترابط الأسري ويخلق أجواء إيجابية كون أفراد الأسرة اختاروا الذهاب سوياً والاستمتاع بمشاهدة فعاليات معينة والعودة سوياً للمنزل". وأضافت: "حضور مثل هذه المناسبات سيشكل ذكرى جميلة للأطفال فأنا حضرت مباراة في كأس العالم للشباب 1989 على استاد الأمير عبدالله الفيصل في جدة وشكل الحدث بالنسبة لي ذكرى لا تنسى، وأعتقد أنه لا يجب أن ينفصل أفراد الأسرة فنحن دائماً نبحث عن مجتمع مترابط وهذا يبدأ أولاً من ترابط الأسرة ولا نبحث عن ذهاب الأم وبناتها إلى مكان بينما الأب والأبناء في مكان آخر إذ لا يوجد ما يمنع من تواجد جميع أفراد العائلة، وبالنسبة للضوابط المتعلقة بحضور مثل هذه الفعاليات فأعتقد أن الضوابط لا تختلف عن آداب التواجد في الأماكن العامة مثل التنظيم الجيد ومراعاة معايير الأمن والسلامة، فالتواجد في استاد لكرة القدم لا يختلف عن الذهاب إلى أماكن عامة أخرى مثل المطاعم والمتنزهات". يستكثرون فرحتنا المذيعة السعودية نرجس العوامي التي غطت احتفالات اليوم الوطني لقناة mbc من داخل أرضية استاد الملك فهد الدولي بالرياض كأول إعلامية سعودية تفعل ذلك، قالت ل"الرياض": "حضور العائلات في درة الملاعب كان منظما ومرتبا جداً، وفرحتهن بالمشاركة في الاحتفال باليوم الوطني كبيرة جداً، النساء فرحتهن كانت مختلفة جداً بسبب دخولهن إلى استاد الملك فهد لأول مرة في حياتهن، لا أعرف لماذا يحاول البعض التقليل من حدث كهذا أو يستنكر فرحتنا بالتواجد في الملعب للاحتفال، هناك فئة زعلانة من ذلك، لكن أود أن اقول بأن الفرح متاح للجميع وليس حصراً على أحد، السعادة التي شاهدتها عند العائلات لا توصف، والتفاعل مع الفعاليات كان مختلف تماماً". وأضافت: "لا استطيع أن اصف مشاعري وأنا داخل ارضية الملعب، من شدة الفرح شعوري كأني المهاجم فهد المولد عندما سجل هدفه في شباك اليابان ونقلنا إلى نهائيات كأس العالم 2018م في روسيا، شعور جميل ومختلف تماماً عن أي شيء سابق، وتجربة فريدة من نوعها، أصبحت أول سعودية تغطي إعلامياً من داخل احد الملاعب السعودية، فرحتنا لا أستطيع ان اصفها، ليس فقط لأننا دخلنا الملعب، بل لأننا نحتفل بالوطن وبانتصاراتنا وإنجازاتنا أمام كل من يكره بلادنا ويكرهنا، أوصلنا رسالة للجميع بأننا اقوياء". وأنهت حديثها بقولها: "اذا كان حضور النساء للملاعب من أجل مشاهدة المباريات من المدرجات بذات تنظيم هيئة الترفية فأعتبر الموضوع عادي جدا وسهلا، لم تحدث أي مشكلة في المدرجات أو المنطقة المحيطة بالملعب، ومن يدعي غير ذلك أقول له غير صحيح وكاذب، لن يكون هنالك أي مشاكل، والأهم أن يكون التنظيم عال مثلما شاهدناه في احتفالات اليوم الوطني بالملعب، الأمور مرت بسلاسة، عندما اقوم بعملي في بعض التغطيات الإعلامية يكون معي مرافقين لحمايتي، لكن هذه المرة كنت بمفردي، ولم أجد أي مضايقة، كذلك حال العائلات في المدرجات، لم تواجه أي منهن مضايقات أو تجاوزات". ننتظر قرار دخول الملاعب مدربة فريق العزم لكرة السلة الجوهرة فلاتة قالت: "السماح بدخول العنصر النسائي لاستاد الملك فهد الدولي بالرياض بشكل خاص والمنشآت الرياضية بشكل عام هو قرار لطالما انتظرناه كثيراً، وأسأل نفسي باستمرار عن السبب الحقيقي لمثل هذا المنع، خصوصاً إذا ماوجدت الضوابط التي تحكم وجود العنصر النسائي في أي محفل أو مناسبة رياضية اسوة بالدول الخليجية التي لا تختلف عن مجتمعنا بشيء، يغفل الكثير أو يتجاهل حقيقة وجود قاعدة رياضية وجماهيرية نسائية كبيرة بمختلف الميول والاتجاهات، تحتاج إلى وسائل تشبع هذا الميول، مثل حضور المباريات الرسمية والجمعيات العمومية للأندية وغيرها الكثير، لا يختلف اثنان على الأثر الإيجابي لمثل هذا القرار على المجتمع سواء من الناحية الإجتماعية أو الإقتصادية وغيرها، نحتاج إلى وضع ضوابط تؤمن للعائلات عموماً والنساء على وجه الخصوص بيئة آمنة ومناسبة تجعلهم يتواجدون في المدرجات لمتابعة أنديتهم المفضلة، ومؤازرتها بما لا يتعارض مع عاداتنا وتقاليدنا". ليس هناك موانع ذكرت المحامية السعودية بيان زهران بأنه لا يوجد مانع قانوني أو شرعي يحظر النساء من حضور المباريات والتواجد في المدرجات لمشاهدة المباريات، خصوصاً إن تم تنظيم حضورهن مع مايتوافق مع الأعراف المجتمعية والشريعة الإسلامية، وقالت: "شاهدنا حضورهن قبل أيام في مدرجات ملعب الملك فهد الدولي بالرياض للاحتفال باليوم الوطني ولم نسمع عن أي تجاوزات حدثت، ولم نرى أي مقاطع فيها خروج عن النص ولله الحمد، الأنشطة المتعلقة بالرياضة سواءً من خلال مشاهدتها أو ممارستها هي حق مجتمعي للجميع، ويجب أن تشارك المرأة فيه مع ضرورة وضع قوانين وعقوبات صارمة لكل من يتجاوزها من الجنسين". وأضافت: "القوانين هي الركيزة الأولى التي يمكن من خلالها حفظ الحقوق وردع المخالف من أي تجاوزات أو مشاكل، لأنه بمجرد علمه بهذا القانون والعقوبات المترتبة على مخالفته سيخشى العقوبة وبالتالي لن تحدث أي تجاوزات بإذن الله". آل معينا: حضور العائلات للمباريات يعزز الترابط الأسري العوامي: مشاعرنا لاتوصف وتنظيم اليوم الوطني وفر بيئة آمنة فلاتة: القاعدة الجماهيرية النسائية كبيرة وقرار دخولهن إيجابي زهران: الرياضة حق للجميع والعقوبات ستردع المخالفين