في الجولة الماضية؛ كاد الهلال أن يخسر نقطتين مهمتين أمام خصمه أحد، ليس لأنه شارك بعددٍ كبيرٍ من البدلاء، بل لأن مدربه الأرجنتيني رامون دياز لم يحترم الخصم بدرجة كافية، ولم يؤمن بقدرة منافسه على أن يحقق هدف التعادل في أي لحظة، وهو ما كاد يحدث بالفعل لولا عناية الله ثم تعملق الحارس علي الحبسي في كرة المهاجم الأحدي محمد محسن في الدقيقة 93 التي كانت في طريقها لهز شباك الهلال، وهز رصيده النقطي في سباق الدوري، وهز ثقة الهلاليين بمدربهم الذي أصر على بقاء العالة بريتوس ماتياس طيلة دقائق اللقاء على حساب الهداف السعودي مختار فلاتة، أو على حساب أي لاعب آخر هو بكل تأكيد أحق من ماتياس بالفرصة والمشاركة، وزاد دياز الطين بلة بإخراجه لمفاتيح لعب الفريق الثلاثي كارلوس إدواردو وسالم الدوسري ومحمد كنو قبل أن يؤمن نتيجة اللقاء التي كادت أن تذهب على طريقة الجحفلة! غدًا أمام الاتحاد لن يكون أخطر على الهلال من الثقة المفرطة التي قد يدخل بها لاعبو الهلال ومدربهم المباراة، في ظل الحديث المتواتر في كل مكان عن ظروف الاتحاد الفنية وتواضع مستوى الفريق في مواجهته الأخيرة أمام الفيصلي، وفي ظل غياب أهم لاعبيه حاليًا فهد المولد، وتراجع أداء معظم نجومه المحليين والمحترفين، مقابل تكامل الهلال العناصري وعودة لاعبيه المصابين وإراحة عدد من نجومه أمام أحد وانتشائه بالتأهل الآسيوي! كل هذه المعطيات قد تبدو للوهلة الأولى سببًا لتفاؤل الهلاليين بتحقيق فوز سهل وربما كبير، وسببًا كافيًا لإحباط الاتحاديين وتخوفهم من المباراة، لكنها بالنسبة لي قد تبدو في حدها الآخر دافعًا لثقة هلالية مفرطة قد تؤدي للبرود والتخاذل، ومحفزًا للاعبي الاتحاد الذين سيرغبون في رد الاعتبار والاعتذار لجماهيرهم وتحقيق العديد من المكاسب المادية والمعنوية، وكثيرًا ما قلب لاعبو الاتحاد التوقعات أمام الهلال، وكثيرًا ما ظهروا أمامه بحالة استثنائية تفاجئ جماهيرهم قبل أن تفاجئ جماهير "الزعيم". في كرة القدم يجب عليك أن تحترم المنافس أيًا كان اسمه وحجمه وتاريخه وإمكاناته، فكيف إذا كان المنافس هو الاتحاد الذي لا يزال على الرغم من كل ظروفه يملك الكثير من الأسلحة التي يمكن أن يفاجئ بها الهلال ويغتال بها طموح الهلاليين، لكن تلك الأسلحة بكل الأحوال لن تكون على الهلال أخطر من الغرور والثقة المفرطة اللذين قد يقع في فخهما غدًا دياز ولاعبوه.