تمسكت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بموقفها في دعم حقوق العمالة الأجنبية في قطر، وقالت رداً على سؤال طرحه عليها صحفي ألماني ضمن مؤتمر صحفي عقدته برفقة أمير قطر تميم بن حمد في برلين: "لم نتباحث الموضوع مع أمير قطر حتى الآن، لكن موقفنا ثابت وواضح كما هو، نريد تحسين ظروف التعامل مع العمال الوافدين، ولقد تلقينا سابقاً وعوداً إصلاحية من قطر ونأمل أن يتحول ذلك على أرضية الواقع". ويشكل ملف العمالة الأجنبية -التابعة لإنشاء مرافق وملاعب مونديال 2022- واحداً من أكثر الملفات جدلاً على المستوى الرياضي العالمي، وقد سبق وأن طالبت العديد من المنظمات العالمية المختصة بحقوق العمال، أن تحترم قطر العمالة الوافدة وتمنحهم أبسط حقوقهم الشخصية، وسبق لمنظمة العفو الدولية أن تحركت دولياً وطالبت بإيقاف الانتهاكات التي تتخذها الدوحة تجاه العمالة الوافدة. الملف الأكثر جدلاً في عالم كرة القدم كان محل نقاش في مؤتمر المعارضة القطرية بلندن، ففي الفقرة الثالثة ناقش المجتمعون مجال حقوق الإنسان، وشمل ذلك العمالة الأجنبية الوافدة، وملف تنظيم كأس العالم 2022، ويرى ألن مندوزا مؤسس ومدير منظمة هنري جاكسون أن مسألة الحقوق في قطر خاضعة للمزاج الشخصي، فلا يوجد نظام واضح يحددها بل تمنح وتحجب حسب ما تراه السلطات الحاكمة. ويشدد عميد كلية القانون بجامعة درم البريطانية البروفيسور توم بروكس على أن حقوق الإنسان والعمال محل إثارة لمسائل قانونية في غاية التعقيد على الصعيدين الإنساني والقانوني وقال: "على الرغم من أن الاستغلال والإساءة إلى حقوق العمال ليس جديداً في قطر إلا أن مستوى العبثية وعدم الاتساق في تطبيق نظام الكفالة يفاقم الصورة ويزيدها سوءاً مما يجعل الخبراء ينظرون إلى المسألة باعتبارها عبودية مقنعة". وتوعد المنسق العام للمعارضة القطرية خالد الهيل بعقد مؤتمر صحافي جديد لمناقشة الفساد المحيط بملف استضافة مونديال كأس العالم 2022 في القريب العاجل وقال: "سننظم مؤتمراً جديداً يفضح الممارسات غير الإنسانية التي اتخذتها السلطات القطرية للفوز باستضافة المونديال، والممارسات اللا إنسانية مع العمالة الخاصة بإنشاءات الملاعب القطرية لنقدم للعالم صورة حقيقة عما يجري في قطر اليوم من انتهاكات وتجاوزات في هذا الملف". وأمام هذه التهم التي تحاصر ملف "مونديال قطر 2022"، تسعى الدوحة جاهدةً لتبرئة ساحتها أمام المشهد العالمي، ووفقاً لتقرير صادر من صحيفة "أوباثيون" الإسبانية فإنها -أي قطر- وقَّعت للتو صفقة جديدة بملايين الدولارات مع شركة "بريسا" الإسبانية لإطلاق صحيفة إخبارية كبرى تهتم بنشر أخبار الرياضة في المنطقة العربية ضمن أساليب قطر للترويج لحملة استضافة المونديال. وقالت الصحيفة الإسبانية: "قطر وقعت صفقة جديدة بملايين الدولارات مع الشركة الإسبانية من أجل إطلاق صحيفة إخبارية كبرى تعنى بنشر أخبار الرياضة في المنطقة العربية، وقد أوكلت الدوحة هذه المهمة لأحد القياديين في جماعة الإخوان المسلمين وسيتعاون معه عدد من المنتمين للحزب نفسه، وتهدف قطر لإيصال هذه الصحيفة لأكبر عدد من الدول حول العالم". وتؤكد الصحيفة الأسبانية أن "استاد الثمامة" أحد الأساليب التي انتهجتها قطر للترويج عن كأس العالم 2022 وسيتسع ل40 ألف متفرج، فيما سيتم تخفيض طاقته الاستيعابية بعد البطولة إلى النصف والتبرع بالمقاعد الفائضة لدول محتاجة لكن ذلك لا ينفي عن قطر تورطها بالإرهاب. وقالت في ختام تقريرها:"تبدو هذه الأساليب لا علاقة لها أبداً في كون قطر ليست إحدى الدول الممولة للإرهاب والداعمة ل ، فالعالم أجمع أصبح لديه تساؤلات عديدة حول ذلك خاصة بعد دعمها القوي لإيران".