على الرغم من ضخها ملايين الدولارات حتى تحصل على حقوق البث التلفزيوني لمنافسات الرياضة العالمية، إلا أن قنوات «بي ان سبورت» القطرية وجدت نفسها داخل الأزمة الخليجية الأخيرة، بهذه المقدمة افتتحت صحيفة «نيويورك تايمز» تقريرها عن آثر المقاطعة على القناة الرياضية القطرية وقالت: «لم تعد القناة لها حضور في السعودية، فقد تم إيقاف بيعها في المحلات التجارية وحظر التحويلات المالية لصالح حساباتها، ولم يعد وجود مراسلي القناة محل ترحيب داخل الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، وهذا يعني أنها لم تعد بإمكانها القيام بأدوارها لنقل مباريات المنافسات الآسيوية عبر التلفاز بصورة متكاملة بسبب دعم حكومة الدوحة المالي للقناة باعتبارها إحدى أجنحتها في المنطقة». وجاء تقرير الصحيفة الأميركية ليطرح سؤالاً من الأهمية بمكان: هل قنوات «بي ان سبورت» لعبت دوراً سياسياً في الأزمة الأخيرة؟.. الجواب بلا تردد: نعم، فالقناة استبدلت قميصها الرياضي بآخر سياسي، وأصبحت منبراً للدفاع عن سياسات حكومة الدوحة ومحاولة تبرئتها من التهم التي تحاصرها، إيماناً من القناة وقبلها حكومة قطر على أن الرياضة تمثل أهمية في المتابعة لدى الكثير من الشعوب العربية، وبالتالي سيكون للدوحة صوتاً مسموعاً لنشر محاولاتها اليائسة لتبرئة صفحتها من دعم الإرهاب والتورط به. القناة القطرية ، مزجت نشاطها السياسي مع الرياضي منذ ابتداء الأزمة الأخيرة، وجاءت البداية مع إجراء مقابلة تلفزيونية مع النجم الإسباني «تشافي هيرنانديز» المحترف الحالي في صفوف السد القطري، وتخصيص المقابلة مع تشافي ليتحدث عن الأزمة الخليجية، وبهذه الخطوة كانت تسعى الدوحة لإيصال صوتها عالمياً من خلال اسم لاعب كرة قدم شهير، وفي مباراة الجزائر وزامبيا أظهرت القناة الرياضية للدوحة مجموعة من الجماهير المستأجرة ترفع لافتات عليها عبارات تضامنية مع قطر، وبعد ذلك تم إجراء مقابلة تلفزيونية معهم وبثها عبر قنوات «بي ان سبورت» للحديث عن قطر وأزمتها مع الدول الأربعة، حيث لم تكتفِ القناة بهذه الأنشطة السياسية وحسب، بل أوكلت لبعض معلقيها الحديث عن هذه الأزمة أثناء سريان المباريات ومحاولة تبرير الموقف القطري. لم تكتف القناة في الأزمة الأخيرة بلعب دور سياسي، بل لعبت دور الشيطان في إثارة الفتن ونشر الأكاذيب، ففي كل المباريات التي كان أحد أطرافها المنتخب السعودي أو نادياً سعودياً يفتعل المسؤولين في القناة مشكلة من لا شيء، والبداية كانت من إستاد هزاع بن زايد بالإمارات، حين التقى الهلال والعين ضمن دوري أبطال آسيا ذهاباً، وكان من المعلوم أن بعثة الفريقين تلقت توجيهات إدارية من أنديتهم بعدم التحدث للقنوات القطرية، لكن مراسل القناة حاول تجاهل هذه الأمور وحينما تم رفضه من قبل أطراف البعثتين، خرج فضائياً بشكله اليائس محاولاً استعطاف الجماهير الرياضية بأنه مُنع من أداء عمله بأريحية تامة، على الرغم من سابق معرفته أن اللاعبين في كلا الفريقين ممتنعان عن التصريح للقناة القطرية، وفي ليلة تأهل «الأخضر» إلى مونديال روسيا 2018، كان العرب بقلبٍ واحد ودعوات موحدة وراء الصقور الخضر، وحدها القناة القطرية بعثت بموفدها إلى جدة لإفساد هذه الليلة ومحاولة تفريق الصف، حضر الموفد القطري إلى «ملعب الجوهرة»، وبدأ في تجاوزاته النظامية وعدم احترامه الأنظمة الموضوعة لهذه المباراة، وحين تم إبعاده من أرضية الملعب عملوا على تصعيد الأمر إعلامياً، وتبرئة ساحة موفدهم من كل ما حدث ورميها على المنظمين في ملعب الملك عبدالله بجدة، وبعد أن أصدر الاتحاد السعودي بياناً صحافياً كشف فيه عن تجاوزات مراسل القناة، لم يخرج الرد الرسمي حتى هذه اللحظة من القناة القطرية. آخر تجاوزات القناة القطرية كان في ملعب الملك فهد بالرياض، حيث إياب الهلال والعين ضمن دوري أبطال آسيا، ظهر مراسل القناة بشكل غاضب ليلقي بالتهم جزافاً على العاملين في ملعب الملك فهد بأن أحدهم قام بسرقة «اللوقو» الخاص بميكروفون القناة واستبداله بلوقو البطولة الآسيوية، وتجاهل عمداً أو سهواً المراسل أن نظام البطولات القارية يجبر القناة على استبدال الشعار، وهو الأمر الذي كان يحدث في جميع نسخ البطولات الآسيوية السابقة، ويعمل به كذلك في بطولة دوري أبطال أوروبا وبطولة «الليبرتادوريس» لأميركا الجنوبية. أمام تجاوزات القناة إلى السياسة، وعدم الترحيب بوجودها داخل الدول الأربع، بات لزاماً على الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أن يتدخل لتجريد القناة من حقوق البث التلفزيوني، فمن حق الجماهير أن تستمتع بتغطية متكاملة للمباريات، وهذا الأمر لا يمكن أن تحقق قناة تمثل إحدى سواعد حكومة قطر في محاولة تفريق الشعوب وتشتيت الوحدة العربية، فالقناة فرّغت معلقيها ومراسليها للحديث عن الشؤون السياسية عبر المنابر الرياضية، أكثر من حديثهم عن الشأن الرياضي وتغطيات الأحداث الرياضية.