لسنا وإن كرمت أوائلنا يوماً على الأنساب نتكل نبني كما كانت أوائلنا نبني ونفعل فوق ما فعلوا الشطر الأخير من هذه الأبيات تم تعديلها من قبل المغفور له الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وذلك عندما رأى (البناء أو النقاش) الذي كان يكتب الآيات القرآنية ويزين بها جدران قصر المربع أراد أن يكتب الشطر الأخير هكذا (نبني ونفعل مثلما فعلوا). فأمره رحمه الله بتعديله إلى (ونفعل فوق ما فعلوا) فهل صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قرأ هذا البيت أو أنه الإلهام، إنه فعلا يشبه جده عبدالعزيز ليس بالملامح فقط بل بتفكيره وطموحه لرفعة ولرقي شعبه ودولته، ما إصرار الملك عبدالعزيز بإضافة كلمة (فوق) بدلاً من كلمة (مثلما)، إلا دليل على علو همته وبعد نظره وعزمه على البناء والتغيير، نعم الأوائل بنوا وشيدوا ولكن الملك عبدالعزيز بهذه الإضافة يدعو إلى التطور ورفض الجمود فهو رحمه الله قد عزز ملكه بالدين وبالعدل والأمن فانطلق لتحديث دولته وذلك بإنشاء الهجر لتحضير البدو وأرسل عددا من الطلبة إلى مصر ليتلقوا فيها العلوم الحديثة وأدخل اللاسلكي والتليفون والسيارات والكهرباء وفتح المدارس الحديثة واستحضر السيارات والأطباء والمهندسين والمدرسين، كل هذا يدل على قوله إنه يفعل فوق ما فعل الأولين. وأنا أرى كما يرى المواطن السعودي المتفائل بأن ما طرحه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- لرؤيته (2030م) ما هي إلا تجسيد وتطبيق فعلي وعملي لتلك النظرة الطموحة للملك عبدالعزيز -رحمه الله- وهي (فعل فوق ما فعل الأولون) فعندما ننظر لهذه الرؤية وقراءتها بتأنٍ نجد أنها تشمل التغيير والتطوير للأفضل من أجل النهوض بالدولة من الجمود والتغيير البطيء المعتاد. فرؤية (2030) تشمل جميع المجالات منها الاقتصادية والصحية والتعليمية والقضاء على البطالة وتمكين المرأة من العمل على نطاق واسع، وإنشاء صندوق سيادي عام هو الأضخم في العالم، فهي رؤية فيها تحدٍ كبير يسابق الزمن والقفز بالدولة إلى مصاف الدول المتقدمة، فسموه يبشرنا بأننا كشعب ودولة لن نعيش كما عاش أوائلنا، بل سنفعل فوق ما فعلوا مع إصراره -حفظه الله- في رؤيته (2030) التمسك بثوابت هذه الأمة أولها العقيدة الإسلامية والسنة النبوية الشريفة المتطهرة. فبطموح سموه -حفظه الله- وعلو همته الثاقبة فإنه يخاطب الوطن بكلمات النشيد الوطني. سارعي للمجد والعلياء الله أسأل أن يحفظ سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأن يمد في عمره قائد نهضتنا الأول والذي دعم هذه الرؤية بموافقته الكريمة ومباركته لها، وأن يحفظ سمو ولي العهد الأمين، وأن يمده الله بعونه وتوفيقه.