"إميلي نوثومب" روائية بلجيكية ولدت في اليابان وتكتب رواياتها باللغة الفرنسية، أكملت قبل أيام عقدها الخامس. كتبت خلال حياتها عدداً من الروايات التي ترجمت إلى عدد كبير من اللغات الحية في العالم. حاورتها حواراً حصرياً لصحيفة الرياض ، والذي هو الأول لها مع أية وسيلة إعلامية عربية، وكانت كما تفعل في العديد من الحوارات التي قرأتها لها باللغة الإنجليزية ، تختصر الإجابة قدر الإمكان وعلى الرغم من أنها توصف غالباً بكثرة إنتاجها في الرواية إلا أنها لا تحب الاستفاضة في الإجابة عند الحوار، حتى أنها تكتفي بالتأكيد على بعض الأسئلة بقولها "of course!"، مكتفية بهذه الإجابة القصيرة والمباشرة ومحتمة بها عن عبء الإجابات الطويلة.. قالت في البداية :"إنها تحب أن تتعرف على قرائها العرب بشكل أفضل". وحين سألتها عن هذا التنوع المحيط بها كونها بلجيكية ولدت في اليابان وتكتب بالفرنسية قالت:"إنني مواطنة من العالم ومستمتعة به!".إلا أنها أكدت أن تجوالها إبان طفولتها على عدد من البلدان مع أبيها الدبلوماسي كان "صعباً" وجعل منها وحيدة للغاية، إلا أن ذلك الترحال جعل منها مهووسة باللغة وغير متمسكة كثيراً بجذورها، مؤكدة أنه من الجيد ألا يكون الكاتب أصيلاً أو متمسكاً بجذور، وأردفت :"كونك وحيداً هو أمر جيد لتكون كاتباً". ووصفت نوثومب الأدب البلجيكي بأنه أصيل وغريب مبدية إعجابها به. وأنها لا تستنكر أن رواياتها مقتبسة من حياتها الشخصية، فكل روائي في العالم يفعل ذلك. وأردفت : اهتمامي بمرحلة الطفولة من حياتي أكثر. فهو الجزء الحياتي الأكثر إثارة للاهتمام". وبررت إكثارها من كتابة الرواية بمعدل (رواية كل عام) بقولها:" لا أستطيع سوى ذلك، أنا مثل شجرة تفاح مليئة بالثمر". ثم تحدثنا عن رواياتها بدءاً بروايتها الأولى "نظافة القاتل" التي كتبتها عام 1992م وبطلها "بريتكستا طاش"، فقالت:"أردت أن أعرف أي نوع من المسوخ كنت، فقد تنكر لي بريتكستا طاش بأنه فائز قديم بجائزة نوبل". كما أكدت أنها في رواية "ذهول ورعدة" حاولت كتابة المجتمع الياباني من خلال وجهة النظر الأوروبية، كما علقت على إحدى جملها في الرواية حين وصفت الحياة في اليابان بأنها شركة، بقولها:"لقد أصبحت كذلك أكثر وأكثر، يا لها من كارثة!"، وأن ذلك لم يعد مقتصراً على اليابان وحدها، وأكدت أن مهنة الشخص هي جزء من هويته. ثم سألتها عن شعورها حين تنتهي من رواية ما، فقالت:"لا أستطيع الانتظار حتى أبدأ رواية جديدة، أقوم بذلك فوراً". كما وصفت طريقتها في الكتابة بالكتابة الموسيقية، وفسرت ذلك: "أكتب الصوت الذي يصطخب في داخلي". وكشفت نوثومب عن أحد الأخطاء الذي وقعت به في إحدى رواياتها حينما خلطت بين نابليون وتشرشل، وعلقت على ذلك بقولها :"ياللخجل!". وفي ختام هذا الحوار المقتضب، رفضت الكاتبة البلجيكية أن تفاضل بين رواياتها أو أن تفضل إحداها على الأخرى، وقالت:" أنا أم جميع رواياتي، وأحبها كلها بشدة".