حين أكون عازماً على شراء سلعة من السوق, أو شراء أدوات معينة لم تكن ذات أهمية أو أنها لم تكن في الصف الأمامي من الأهمية, حتى نطلق عليه مفهوم "الأهم". حين تكون تلك السلعة ليست على قائمة الضرورة القصوى, تظهر لدينا عادة سيئة يمكن أن نطلق عليها (التبذير الواعي) للاقتصاد أو الشراء. نعم.. إن معنى التبذير الواعي هو التبذير في المال, التبذير في الأشياء, التبذير في المشاعر, والتبذير في الفكر والتصرفات كل هذا نسميه تبذيراً واعياً ومدركاً من قبل صاحبه. إن التبذير المالي هو الذهاب لشراء سلعة، أو أدوات معينة, فإن لم نجدها فإننا نشتري سلعة أو أدوات لم تأت على الخاطر، أو لم تكن في البال أو لم تكن في مقدمة اهتماماتنا, أو أننا نريدها ولكن في وقت آخر, وحينما لم نجد ذلك الغرض أو السلعة الأساسية, فإننا نحول ذلك الاهتمام والشراء لما هو أقل اهتماماً وليس ضرورياً. هذا هو التبذير المالي أو الهدر المالي ولمن بوعينا. أما التبذير في الأشياء فهو الحرص على شراء واقتناء الكثير من الأشياء الضرورية وغير الضرورية من ملابس، أدوات مطبخ, اكسسوارات, عطورات, وأدوات تجميل ومن ثم يمر الوقت فنكتشف أن بعض هذه الأشياء لا تنفع أو انتهى وقتها وهي لم تفتح وما زالت جديدة وفي علبها وهنا التبذير الواعي للأشياء. أما التبذير الواعي للمشاعر: هو صرف المشاعر على جميع الأفراد والأشخاص بشكل متساوٍ دون أن يكون هناك تمييز في صرف تلك المشاعر, فالفرح والحزن, الحب والكره, الود والبغض مشاعر توجد في جميع الأفراد وهي مجبولة فيهم ومن سماتهم ولكنها تخرج في مواقف معينة يتطلبها الزمان والمكان, ويأتي أفراد وأشخاص تكون مشاعرهم متساوية لجميع من يحيطون بهم, دون تميز الأخ أو الأخت, الزوج أو الزوجة, الصديق من الزميل أو الجار أو القريب, حين نضع هؤلاء الأفراد في درجة واحدة من المشاعر نقول هنا: التبذير الواعي للمشاعر. اتوقف كثيراً مع نفسي أولاً ثم مع البعض من الزملاء والأصدقاء نتجاذب الحديث عن هذه التصرفات – التبذير الواعي – لدينا فأجد الكثير من القواسم المشتركة لدى الزملاء والأصدقاء والإخوة والأقارب, على أن هذا التبذير نعانيه جميعاً ولكن لا نتركه, بل ندعه يسير بنا ويوجهنا إلى حيث يريد مع ضعف واضح كبح جماحه ونصغر من قيمته فينا. إنني أود فعلاً في وضع دورات تثقيفية في مجتمعنا الصغير أولاً من أسرة وزملاء وأصدقاء, ثم إلى مجتمع أكبر داخل الحي أو المدن وذلك من خلال الحديث في المجالس, أو دورات في الحي, أو كلمات في المساجد وخطب الجمعة, وكذلك وسائل الإعلام بجميع وسائلها وكذلك السوشل ميديا. إننا حين نحول هذا المسمى أو التعريف من التبذير الواعي إلى الاقتصاد الواعي إو الشراء الواعي سنخرج بالكثير من الفوائد على الأفراد والأسر والمجتمع حيث ترتفع مدخرات الفرد, وسيكون لديه مفهوم الأولويات. وأنا متأكد أخيراً أنه سيكون لدى الأفراد أرصدة مالية جيدة بإذن الله ستنفعهم مستقبلاً, فدعونا جميعاً ننادي ونفعل "الشراء والاقتصاد الواعي" بدلاً عن التبذير الواعي.