البارحة وقد أسدل الستار على ختام الأدوار النهائية من تصفيات كأس العالم 2018 بسلبياتها وإيجابياتها، ما الذي ننتظره من الاتحاد السعودي لكرة القدم ولجانه؟.. بكل تأكيد العمل المنظم والتخطيط المتقن ولا سواهما.. في الفترة الماضية كانت هناك ملفات يجب إغلاقها نهائيا، وفتح صفحة جديدة من الجدية والانضباط وتطبيق النظام، الجميع شاهد وقرأ خلال الفترة الماضية كم هو حجم المشاكل والديون التي تحيط ببعض الأندية السعودية لدى "الفيفا"؟.. هل هذا ينم عن عمل احترافي وحزم في الأندية ولدى الاتحاد؟.. ما حدث ما هو إلا إنتاج طبيعي للفوضى الإدارية والمجاملات خلال الفترة الماضية حتى وجدت نفسها ترزح تحت الأزمات المالية التي بلغت مئات الملايين وضد من؟.. ضد مجهول بكل أسف.. كل إدارة ترمي باللائمة على الأخرى من دون أن يكون هناك مسؤول حازم يحدد المتسبب وينصف البريء ويعاقب المذنب ويحمي مقدرت الأندية من العبث؟ نحن لا نريد من الاتحاد السعودي بقيادة عادل عزت الرجل الذي بدأت تنهشه ألسنة البعض وتحمله كوارث غيره أن يغير الوضع القائم بين يوم وليلة لعلمنا أنه صعب والتركة ثقيلة جدا، والثمن كبير، ولكننا نطلب منه أن يشخص العلة جيداً بمختصين يعينونه على تجاوز الصعاب بالحلول الناجعة لا بالمسكنات الوقتية، والقضاء على المجاملات وغياب النظام الحازم، والفوضى في اللجان والتناقض والتفاوت في القرارات، لا يمكن أن يُطبق النظام على الأندية الصغيرة التي ليس لها ظهر، وتترك الكبيرة التي لديها نفوذ مستمرة في تجاوزاتها وتراكم ديونها، أول المتضررين من ذلك هو اتحادك بعدما وعدت بتلافي جميع الأخطاء المؤثرة. نعم أيها الرئيس المحاصر بمشاكل وآمال الأندية والجماهير والإعلام يجب التحرك والحزم فأنت وعدت، والجميع لا يمكن أن ينسوا برنامجك الانتخابي وما تضمنه من نقاط تعهدت بتنفيذها على أرض الواقع، فلا تصير مثل الاتحاد السابق الذي دغدغ مشاعر الوسط الرياضي بالوعود قبل أن يستيقظ الجميع على عدم مصداقية "الحلم" وتفسيراته. أنت اليوم أيها الرئيس أمام مفترق طرق، وعمر اتحادك الحالي المنتخب لم يمضِ عليه إلا تسعة أشهر وبقي أكثر من ثلاثة أعوام، إن استمررت على عملك خلال الفترة الماضية التي تلت تنصيبك رئيسا وما واكبها من أخطاء وضعف فصدقنا إن وضعك سيكون صعبا للغاية ومن ثم الخروج بذكريات غير جيدة وهذا ما لا نتمناه على الإطلاق، فنحن عندما نتمنى لك الخير ونريد لك النجاح لأننا نحترمك ونحب بلدنا ورياضته ويهمنا جدا أن تتحرر من أخطاء الماضي وضعف ومجاملات الحاضر وغموض المستقبل، فهل تلبي هذه المطالب وتخرج مرفوع الرأس أم تغادر والجميع لا يذكرك إلا بالسلبيات؟