فرض نجم لايبزيغ الشاب تيمو فيرنر نفسه السلاح الهجومي الأول للمنتخب الألماني لكرة القدم بفضل تألقه في المباريات الثماني التي خاضها حتى الآن مع أبطال العالم وسجل خلالها ستة أهداف، آخرها هدفان ضد النروج في تصفيات أوروبا المؤهلة لمونديال 2018. وعلى الرغم من تألقه اللافت، لم يكسب فيرنر (21 عاما) مودة جزء كبير من الجمهور الألماني، إلا أن الوضع كان مختلفا مساء الاثنين في مسقطه شتوتغارت حيث استضافت ألمانيا النروج. وبعدما وجد نفسه عرضة لصافرات الاستهجان من قبل مشجعين خلال مباراة الجمعة ضد تشيكيا 2-1 في براغ، تنفس فيرنر الصعداء في شتوتغارت إذ وقف جمهور ملعب "مرسيدس بنز ارينا" لتحيته والتصفيق طويلا له عند استبداله في الدقيقة 66 بالمهاجم المخضرم ماريو غوميز الذي سجل آخر أهداف المباراة (6-صفر). وأبدى فيرنر سعادته بنتيجة مباراة الاثنين التي جعلت ألمانيا، متصدرة المجموعة الثالثة، على بعد نقطة من بلوغ نهائيات مونديال روسيا 2018 للدفاع عن اللقب الذي أحرزته في البرازيل عام 2014. وقال: "ما حصل عَنَى لي الكثير لأنها (شتوتغارت) مسقط رأسي. هنا ترعرعت وأنا سعيد لتمكني من التسجيل مرتين لرد الجميل للجمهور". وقارن فيرنر الذي بدأ مشواره في شتوتغارت قبل الانتقال إلى لايبزيغ في صيف 2016، بين أجواء مباراتي الجمعة والاثنين قائلا "الأمور كانت مختلفة، فيما يخص المشاعر والسلوك، مقارنة مع مباراة جمهورية تشيكيا. كنا جديين منذ اللحظة الأولى". وحسمت ألمانيا لقاء النروج بعد تقدمها 3-صفر في 21 دقيقة فقط، وهي الأسرع لها منذ تغلبها على الاكوادور وديا في الولاياتالمتحدة بثلاثة أهداف بعد 17 دقيقة (فازت 4-2) في مايو 2013. وبأهدافها الستة، أصبح في رصيد ألمانيا 35 هدفا، لتتشارك صدارة أكثر المنتخبات تسجيلا في التصفيات الأوروبية، مشاركة مع بلجيكا التي أصبحت الأحد أول منتخب أوروبي يتأهل. واعتبر فيرنر أن اللاعبين الجدد في المنتخب "أصبحوا أكثر تأقلما مع أسلوب اللعب الذي يستخدمه الشبان "المخضرمون" منذ فترة، على الصعيد الشخصي، أنا سعيد لتسجيلي بهذه الوفرة، استمتعت كثيرا". أضاف: "لم أتوقع يوما أن تصل الأمور إلى هذا الحد بالنسبة إلي". وسيحاول فيرنر تعويض فراغ غياب أفضل هداف في تاريخ المنتخب، ميروسلاف كلوزه، والذي اعتزل بعد تتويجه بلقب 2014. ويتولى كلوزه (71 هدفا في 137 مباراة وحطم الرقم القياسي السابق لغيرد مولر مع 68 هدفا في 62 مباراة مع ألمانيا الغربية)، حاليا مهمة تدريب مهاجمي المنتخب، وهو بلا شك سعيد بصعود نجم فيرنر لاسيما أن الأخير حل معضلة هجومية واجهت ألمانيا خلال الأشهر ال 12 الماضية، ودفعتها للدفع بماريو غوتسه كرأس حربة. ولم يأتِ تألق فيرنر في مبارياته الدولية من فراغ، إذ أنه كان أفضل هداف ألماني في "البوندسليغا" الموسم الماضي مع 21 هدفا في 31 مباراة، ما ساهم بحلول فريقه وصيفا في أول موسم له بين الكبار. وعلى فيرنر الآن مهمة محاولة محو الصورة التي ظهر بها الموسم الماضي عندما اتهمه الجمهور الألماني ب"الغش" لتمثيله للحصول على ركلة جزاء ضد شالكه في ديسمبر الماضي. ولهذا السبب عمد قسم من الجمهور الألماني الجمعة في براغ الى توجيه صافرات الاستهجان لمهاجم لايبزيغ، الفريق الذي لا يحظى بإعجاب واسع في ألمانيا". ولم يكن مدرب المنتخب لوف راضيا عما تعرض له فيرنر في براغ، معتبرا أن "هذه الإهانات بحق تيمو مؤلمة للغاية، ليست عادلة وليست مسلية. ارتكب خطأ (ضد شالكه) واعترف بذلك. أطلب الآن من الجمهور أن يعامله كلاعب أساسي في المنتخب الوطني". وبدوره أشاد المهاجم المخضرم غوميز (32 عاما) الذي سجل هدفه ال31 في 71 مباراة مع المنتخب، بزميله "الشاب الرائع واللاعب الرائع. لا أقارن نفسي به لأن أسلوبنا مختلف كلاعبين". وكان لوف الذي يفضل حيوية فيرنر وتنوعه الهجومي على محدودية غوميز في منطقة الجزاء، سعيدا بما قدمه لاعبوه في مباراة شتوتغارت: "كانت الأجواء رائعة ومناسبة للاستمتاع كثيرا باللقب... لقد أظهرت الجانب الجميل لكرة القدم، كانت مباراتنا الأولى هنا منذ فترة طويلة وكان بالإمكان ملاحظة سعادة الجمهور برؤية فريقهم، ونحن ساهمنا أيضا بهذه الأجواء بالتبادلات والأهداف الرائعة".