عندما يتراجع معدل البطالة إلى 4 % يصبح مؤشراً طبيعياً، ويؤكد على نجاح السياسات الاقتصادية التي توفر الحياة المعيشية الكريمة للمواطنين وتعزز رفاهيتهم، حيث إن انشغال الأفراد في العمل اليومي يضيف قيمة إلى الاقتصاد ولهؤلاء الأفراد، مما يمكنهم من رفع قوتهم الشرائية التي تدعم الطلب على السلع والخدمات، ومن ثم التوسع في الاستثمارات الخاصة التي تخلق وظائف جديدة للمواطنين. إن استمرار معدلات البطالة في ارتفاعاتها المتراكمة إلى مستويات غير مقبولة يتعارض مع حجم اقتصادنا ورؤية 2030 ووجود (10.8) ملايين من المشتغلين الأجانب، بينما بلغ عدد العاطلين السعوديين (775,994) و(906,552) باحثاً عن عمل، أي ما مجموعه (1,629,462) أو ما يمثل فقط (15 %) من إجمالي هؤلاء الأجانب أو (19 %) من إجمالي الأجانب المسجلين في التأمينات الاجتماعية. هكذا استمرت البطالة تصاعدياً بين السعوديين حتى وصلت إلى قمتها (12.7 %) في الربع الأول/2017م مقابل توظيف (81 -85 %) من المشتغلين الأجانب في سوق العمل. إنها نسبة وتناسب بين توظيف وبطالة السعوديين والمشتغلين الأجانب لكي يتحقق هدف برنامج التحول الوطني 2020 بتقليص معدل البطالة إلى (9 %) أي بنسبة (3.7 %)، والذي لا بد أن يقابله إحلال للسعوديين بنسبة لا تقل عن (4 %) ليصل معدل تشغيل السعوديين إلى (19 % + 5 %= 24 %) وذلك في الوظائف التي يرغب السعوديون إشغالها أولاً، وذات الرواتب التي تتجاوز (10) آلاف ريال، حيث ذكرت هيئة الإحصاء العامة أن (256,951) أجنبياً تتجاوز رواتبهم (10) آلاف ريال بينما بلغ عدد السعوديين الذين تتجاوز رواتبهم هذا الحد فقط (217,506) سعوديين في الربع الأول/2017م. ولكن يجب أن يرافق عملية الإحلال خلق وظائف جديدة تستوعب نسبة من عرض العمالة السعودية الداخلة إلى سوق العمل سنوياً، أما النسبة المتبقية من هؤلاء الجدد فيعتبرون عاطلين يتم إضافتهم إلى نسبة عملية الإحلال السنوية. وبهذا تصبح معادلة التوظيف الأساسية (الإحلال مكان الأجانب + وظائف جديدة = إجمالي التوظيف)، حيث إن الإحلال عبارة عن (إجمالي المشتغلين الأجانب – نسبة العاطلين السعوديين سنوياً)، وهذا يتغير مع تغير معدل البطالة صعوداً أو نزولاً، أما التوظيف الجديد فيتم من خلال خلق وظائف جديدة في القطاعين العام والخاص، وذلك بتحديد عدد العاطلين الجدد (إجمالي الباحثين الجدد – التوظيف الجديد)، وهؤلاء العاطلون (إجمالي العاطلين السابقين + إجمالي العاطلين الجدد) يتم إضافتهم إلى نسبة الإحلال السنوية، وذلك بتخفيض معدل توظيف الأجانب. إن تطبيق معادلة التوظيف المذكورة سوف يحد من البطالة السعودية بنسب سنوية بدلاً من زيادتها، إذا ما خضعت لمبدأ المحاسبة والمسؤولية من جهة محايدة.