يمثل استمرار العمل في تطوير وتحديث الخدمات المقدمة لقاصدي الحرمين الشريفين أهم أولويات القيادة والشعب السعودي منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وحتى يومنا هذا، والمتابع لعمليات التطوير في البقاع المقدسة يلحظ أنها لا تتوقف عند حد بل هي عملية متواصلة فرضت انطلاق الاستعدادات لموسم الحج المقبل مع نهاية الموسم الحالي بدءًا من مراحل التقييم ثم الدراسات والتنفيذ في دورة عمل لا حدود لها، كما هو طموح السعوديين حكومةً وشعباً في تقديم أفضل الخدمات للحجاج والمعتمرين والزوّار. تأكيد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على العزم على مواصلة العمل في كل ما يحقق التيسير في أداء الحج وسلامة ضيوف الرحمن يأتي في إطار الثابت السعودي؛ وهو أن العمل متواصل، وأن طموح المملكة وشعبها لا سقف له خاصة إذا كانت الغاية خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما. خلال حفل الاستقبال السنوي لرؤساء الدول والحكومات وكبار الشخصيات الإسلامية وضيوف المملكة الذين أدوا مناسك الحج هذا العام أشار الملك سلمان -وهو الذي يؤكد دوماً على أن لقب خادم الحرمين الشريفين شرف لقادة هذه البلاد المباركة- إلى القضية التي تشغل بال العالم أجمع وهي قضية الإرهاب، والتي سعت أذرعه للنيل من المقدسات ولم تراعِ الحرمات. وفي إطار المواجهة مع هذه الآفة تحدث خادم الحرمين الشريفين عن النجاحات الكبيرة التي تحققت في مجال استئصال الإرهاب وتجفيف منابعه بكل حزم وعزم ودون هوادة، وهو ما تحقق بفضل الله تعالى وبالتعاون مع الأشقاء والأصدقاء. الخطاب الملكي جدد التأكيد على مواصلة الجهود التي تبذلها المملكة ومن باب مسؤوليتها كقلب للعالم الإسلامي لتحقيق وحدة الصف والتعاون والتكاتف في أمة اختارها الله لتكون خير الأمم لتحقيق رسالتها الخالدة التي تحمل الأمن والسلام للعالم، وهي مسؤولية تشرفت بها المملكة وسخّرت من أجلها كل إمكاناتها السياسية والاقتصادية، فحملت بكل اقتدار راية الدفاع عن المسلمين ومقدساتهم وحقوقهم، وفرضت قضاياهم كملفات ذات أولوية في جميع المحافل الدولية.