بلادنا -ولله الحمد والمنة- تنعم بشرف خدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن والزوار والمعتمرين، فقد تم تسخير كافة الإمكانات المادية والبشرية من أجل أن ينعم الحاج والمعتمر والزائر بعقد من الخدمات المتكاملة، في دورة عمل لا تقف على مدار العام، في نهج لا يمكن مقارنته بأي عمل مماثل في العالم، وهذا أمر واقع يشهد له القاصي والداني. دولتنا قامت وتقوم على خدمة الحرمين الشريفين، وتضع تلك الخدمة على رأس أولوياتها منذ عهد الملك المؤسس -طيب الله ثراه- إلى يومنا الحاضر، فأعمال التوسعة لم تقف أبداً، بل هي مستمرة على أعلى مستوى من الإنشاء الذي يهدف إلى استيعاب الأعداد المتزايدة من ضيوف الرحمن والزوار والمعتمرين، وإلى راحتهم وانسيابيتهم عند أداء مناسكهم. فدولتنا لا تدخر وسعاً في كل ما يجعل من أداء المناسك أكثر راحة، فهذا هو ديدنها، فنحن كما قال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- نشرف بخدمة الحرمين الشريفين أيما شرف، هو شرف ليس بعده شرف أن نقوم على خدمة الحرمين، والمولى عز وجل أولى بلادنا هذا الشرف، فقمنا بواجبنا ولا زلنا، وسنقوم به إلى ما شاء الله. خادم الحرمين أكد في كلمته يوم أمس على التضحيات التي يبذلها أبناء الوطن قائلاً حفظه الله: "التضحيات الكبيرة، وأعمال الشرف والبطولة التي يقدمها منسوبو القطاعات العسكرية حماية لأمن بلادنا، ودفاعاً عن مقدساتها ومقدراتها؛ تعكس إيمانهم، وصدق وطنيتهم، وجميل نبلهم، مؤكداً أن المملكة لن تتوانى أبداً عن حماية أمنها، وصون استقرارها، وحفظ مصالحها. سائلاً الله للشهداء المغفرة والرحمة والمنزلة العالية من الجنة، وأن يمن على أبنائنا المصابين بالشفاء العاجل، وأن ينصر دينه، ويعلي كلمته، وأن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل شر، ويديم علينا جميعاً الأمن والاستقرار". فدولتنا دائماً وأبداً تقدر أبناءها في مختلف الميادين، خاصة أولئك الذين يدافعون عن حماها وعن أمنها واستقرارها أيما تقدير. حفظ الله لنا قيادتنا، وحمى وطننا من كل شر، متمنين على الله عزو جل أن يمن على ضيوف الرحمن بقبول حجهم، وأن يعودوا إلى بلادهم بحج مبرور وذنب مغفور.