عدّ الدكتور رفيق المأمون رضوان عضو هيئة التدريس بجامعة القاهرة والذي يعمل بأحد المراكز الصحية بجدة إصابات الرباط المتصالب الأمامي أنها الأكثر انتشاراً في لعبة كرة القدم على مستوى العالم وبالأخص المملكة، حيث شهد الموسم الرياضي الحالي أكبر عدد حالات قطع بالرباط لعدد من اللاعبين على سبيل المثال (حارس الشباب وليد عبدالله ولاعبي وسط الهلال عبدالله عطيف والنصر إبراهيم غالب)، حيث تتجاوز نسبتها 30% من بين الإصابات الرياضية المنتشرة ولم تكتف بهذا القدر، بل امتدت حتى وصلت إلى لاعبي الحواري بشكل تنامى كثيراً خلال العامين الماضيين. ويرجع الدكتور رضوان الأسباب إلى عدة نقاط أولها عدم مزوالة النشاط الرياضي منذ الصغر بشكل يزيد من تحمل الأربطة والمفاصل لكثير من الضغوط، حيث يلجأ الغالبية لاستخدام السيارات والخلود للراحة بدلاً من ممارسة الرياضة بشكل يومي، وثانياً سوء التغذية والسهر وعدم الالتزام بالساعة البيولوجية للجسم من حيث وقت النوم والاستيقاظ، مما ينهك العضلات ويزيد معدلات الإجهاد أثناء المجهود وبالتالي تقع الأحمال على الأربطة بشكل كبير. ويضيف موضحاً أن الثالثة تتمثَّل بالتقنية الحديثة وتعددها التي أصبحت لا تفارق اللاعبين وغيرهم مما أثّر في تغيير بعض الخصائص البيولوجية لأنسجة الجسم الأمر الذي يزيد من معدلات الإصابة بشكل عام. ووجّه الدكتور رفيق رضوان النصيحة لإدارات الأندية واللاعبين، مشدداً على أن الوقاية خير من العلاج و أول طريق لتقليل الإصابات هي الوقاية منها بوجهيها الأول «الوقاية العامة» وتتمثَّل بمجموعة من التمارين التي ترتكز على زيادة الاتزان والتوافق العصبي العضلي وتزيد من مرونة العضلات وتعديل القوام بشكل يسمح بالتوازن والثبات أثناء الحركة وقد وضع (فيفا) برنامج +11 ليدرج في برنامج الإحماء اليومي للاعبين وقد حقق نجاحاً كبيراً في تقليل الإصابات بنسبة تتراوح من 30-50 % بين الأندية التي قامت بتطبيق هذا البرنامج. أما الثانية وهي «الوقاية الخاصة» عبر اكتشاف نقاط الضعف عند كل لاعب عن طريق مجموعة من القياسات العلمية مثل ( الأيزوكينتيك، العمود الفقري، معدلات اللياقة، ضغوط الأقدام، فحص ميكانيكية الجسم، التحاليل الطبية الشاملة) والعمل على وضع البرامج لعلاج المشاكل الفردية بشكل علمي حسب نتائج هذه القياسات. مطالباً إدارات الأندية بانتشال لاعبيها من الضغوط النفسية قبل المباريات المهمة وإبعادهم عن التعرض للمؤثّرات العصبية فالإجهاد العصبي أخطر على اللاعبين من الإجهاد البدني. وأهاب د. رضوان باللاعبين لأهمية زيادة ثقافتهم الصحية وإدراك قيم سلامة البدن كطريق لارتفاع معدلات الأداء والمهارة الكروية، كذلك الاهتمام باستخدام الفرشات الطبية المعدة خصيصاً للرياضيين حسب نتائج القياسات، إضافة إلى التغذية السليمة والنوم الصحي وتلاشي السهر وقبل ذلك التحصين بالأذكار الشرعية فلا يرد القدر إلا الدعاء والإصابات من المقدرات بإرادة الله عزَّ وجلَّ. وفي ختام حديثه الخاص ل»الجزيرة» أشار الدكتور رفيق رضوان إلى معاناة الأجهزة الطبية بالأندية من ضعف المستوى العلمي لمدربي اللياقة البدنية والجهل بطبيعة اللاعب العربي مما يتسبب في زيادة الأحمال وعدم مراعاة التدرج في برامج اللياقة الأمر الذي يزيد معدلات الإجهاد واحتمالات الإصابة بشكل كبير.