قبل عدة أيام شاهدت فيديوهات الأستاذ محمد الحاجي يتكلم عن نظرية النوافذ المحطمة " "Broken Windows Theory. وهي نظرية أكاديمية تبنتها شرطة مدينة نيويورك للحد من معدل الجرائم العالية في حقبة الثمانينيات، حيث تُفيد هذه النظرية بأن النوافذ المحطمة على الطريق إذا تركت دون إصلاح ستعطي انطباعاً بأن لا أحد يهتم، وأن المكان المهجور لمرتكبي الجريمة دائماً موجود، والفوضى تعم المكان. فلابد من إصلاح النوافذ المحطمة وإعمار المناطق المهجورة. وخطر ببالي فوراً مشروع تطوير حي المسورة في العوامية، وهو حي قديم ومهجور اتخذ ملاذاً للإرهابيين ومرتكبي الجرائم. وما تبنته حكومتنا الرشيدة بتطوير لهذه المنطقة سينعكس بشكل إيجابي ومباشر على أهالي المنطقة (أمنياً، واقتصادياً، واجتماعياً). وأشير هنا أن هذه النظرية يمكن أن تطبق على مستويات أصغر، في الجامعات، والمدراس، وحتى في العيادات الطبية، وفي الشركات والمؤسسات، وحتى في المنزل. فلا تظن أن إصلاح الشقوق في كراسي الانتظار وصيانة الإنارة وتهيئة مكاتب العمل والفصول الدراسية مجرد شكليات، صرفيات لا عائد لها، ستعطي إيحاء بوجود النظام والاهتمام وأن كل شيء حولك مدروس ومُلاحظ. وحتى على النطاق الشخصي فإن اهتممت في نظافتك ومظهرك، فستلقى الاهتمام كردة فعل عكسية منطقية. أما لو كان الشخص مهملاً لنظافته ومظهره فالناس لن تعطي أي اهتمام له لأنه هو بالمقام الأول لم يهتم بنفسه. إن نشرت الاهتمام فيما حولك في التفاصيل الصغيرة ستنتقل عدوى الاهتمام فيمن حولك في أكبر الأشياء.