طوقت القوات العراقية المشتركة وآلياتها الثقيلة، أمس، قضاء تلعفر آخر أكبر معاقل تنظيم داعش الإرهابي في محافظة نينوى بشمال العراق، مع تكثيف للغارات وعمليات القصف في اليوم الأول من الهجوم المدعوم من التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة. وأحرزت القوات تقدماً كبيراً لتحرير تلعفر من سيطرة التنظيم، بعدما أطلق القائد العام للقوات المسلحة العراقية حيدر العبادي، في الساعات الاولى من صباح أمس، انطلاق العمليات العسكرية. وفي بيانات الانتصارات، قال قائد الشرطة الاتحادية الفريق الركن رائد جودت إن "قوات الشرطة الاتحادية من الفرقة الآلية ومغاوير النخبة بإسناد من قوات الحشد الشعبي استعادت السيطرة على مناطق عبرة النجار وعبرة حنش والعبرة الكبيرة وعبرة الصغير، إضافة إلى تحرير قرية تل الصبان جنوبي غرب تلعفر"، مضيفاً أن القوات المشتركة تواصل تقدمها في المحور الغربي. وفي السياق ذاته، ذكر بيان لقوات الحشد الشعبي أن قواتها بالاشتراك مع القطعات الامنية تقدمت (ثلاثة كلم) في المحور الجنوبي وأحكمت سيطرتها على أربع تلال مطلة على قضاء تلعفر في هذا المحور. وكان العبادي أعلن انطلاق عمليات تحرير قضاء تلعفر، في الساعات الأولى من صباح أمس، وجاء الإعلان مشابهاً تماماً لإعلان معركة تحرير مدينة الموصل. وتأتي العمليات العسكرية بعد قضاء أكثر من شهر كامل من انتهاء معركة تحرير الموصل التي استمرت تسعة أشهر، خاضت فيها القوات العراقية المشتركة قتالاً شرساً مع عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي، لاسيما في البلدة القديمة لمدينة الموصل، التي كانت المعقل الرئيسي لعناصر التنظيم في العراق. ويحاصر المدينة القوات الامنية المشتركة والحشد الشعبي من الجنوب ومقاتلي البيشمركة من الشمال، وتشير التقديرات إلى أن نحو ألفي مسلح لا يزالون محاصرون في قضاء تلعفر. ويصعب حالياً تحديد عدد المدنيين المتواجدين داخل تلعفر، إذا أنهم على غرار المناطق الأخرى الخاضعة لسيطرة التنظيم، ممنوعون من التواصل مع الخارج. وبحسب التحالف الدولي، فهناك ما يقدر ما بين عشرة آلاف و50 ألف مدني لا يزالون في تلعفر ومحيطها. وأشارت منسقة الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في العراق ليز غراندي إلى أن أكثر من 30 ألف شخص غادروا المنطقة، في وقت تستعد فيه المنظمة الأممية ل"وصول آلاف آخرين" لأن هناك "نقصاً في الماء والغذاء". وأضافت غراندي في بيان أن بعض العائلات الفارة من تنظيم داعش "تسير مابين عشر إلى 20 ساعة في حرارة مرتفعة جداً وتصل منهكة وتعاني الجفاف".