من الأهداف المرسومة في رؤية المملكة 2030 الاهتمام بالقطاع غير الربحي وتنميته وتشجيع العمل التطوعي داخل المجتمع لكل الطاقات القادرة على العطاء مع الاستفادة والاستعانة بكل الخبرات والكفاءات التي تساعد في الختام على تحقيق المحاور التي تضمنتها الرؤية، ثم الارتقاء بمستوى ما يقدم من خدمات وأنشطة اجتماعية والاهتمام والعناية بمختلف شرائح المجتمع خصوصاً محدودة الدخل وأصحاب الحاجة لرفع مستوى معيشتها وتوفير خدمات صحية واجتماعية وترفيهية. والمتابع لحال الجمعية الوطنية للمتقاعدين منذ تأسيسها قبل ما يقرب من 13 عاماً والتي تعتبر من مؤسسات النفع العام في المجتمع بل قد تكون أكثرها أهمية لعنايتها بشريحة مهمة هي شريحة المتقاعدين الذين تزداد أعدادهم عاماً بعد آخر ولم تستطع تقديم أي خدمه يشار لها بالبنان لمنتسبيها عطفاً على تسويق خبراتهم في المجتمع بالشكل الذي يليق بأصحاب الكفاءات والخبرات العملية والعلمية، بل إنها لم تستقطب الكوادر بعد تقاعدها للمشاركة في خدمة الجمعية نفسها وحمل عضويتها خصوصاً من كان لها مكانة مرموقة في مواقع عملهم العام أو الخاص أو من ذوي المكانة الاجتماعية ليساهموا في تسويق جمعيتهم في المجتمع وتوفير الدعم المادي والمعنوي لها لكي تقوم بدورها في توفير الأنشطة والبرامج الصحية والاجتماعية للارتقاء بحياة المتقاعد من خلال مراكز اجتماعية ورياضية وجمعيات تعاونية خدمةً لمنتسبيها ولتشجيع المتقاعد في الانضمام لها فور تقاعده، وأدى ذلك إلى ضياع سنوات عمرها في اتجاهات ومتاهات أخذت المتقاعد إليها عن علم أو جهل في إدارتها كما أنها لم توفق في جذب كوادر مميزة لإدارتها التنفيذية. وفي ظل عدم نجاح مجالس إدارتها المتعاقبة على مر تلك السنوات المنتخبة والمعينة في تحقيق أي من أهدافها وتقديم خدمات تخدم فئة المتقاعدين للحد من عملية التناقص في أعداد من يحملون عضويتها. ختاماً. نحن اليوم في الجمعية الوطنية أمام مجلس إدارة جديد معين وله سابق خبرة في جمعيات ومؤسسات أهلية أخرى حدد له ستة أشهر لكي تجري الانتخابات لمجالس الإدارة في كل الفروع الرئيسية الثلاثة عشر وتسمية أعضاء مجلس الإدارة الرئيسي الذي سيمثل من كل منطقة، وإن كان الجميع غير مقتنع أن تتساوى أهمية الفروع بين من يشرف على منطقة فيها أكثر من نصف مليون متقاعد وبين منطقة لم يتجاوز متقاعديها خمسة آلاف، ولكنها مرحلة جديدة لا بد من القبول بها الآن ويمكن أن تتغير لاحقاً بعد العرض على الجمعية العمومية ونتطلع أن يحقق المجلس المعين ما أوكل له من مهام لتنطلق أم الجمعيات الأهلية وسيدة مؤسسات النفع العام فهي أرض الخبرة ومنبع الكفاءة وأهلها هم بناة هذا الوطن الكريم. *عضو الجمعية الوطنية للمتقاعدين