التصريح الأخير لنائب قائد الحرس الثوري الإيراني العميد حسين سلامي حول عدم اعتراف بلاده بالحدود الدولية حيث استبدلتها بالحدود العقائدية والجهادية على حد زعمه يمثل مجرد نقطة في بحر الممارسات العدوانية والتهديدات الجوفاء الصادرة من طهران. توقيت هذا الحديث الذي نقلته وكالة ميزان الإخبارية التابعة للسلطة القضائية الإيرانية خلال مراسم إحياء ذكرى قتلى الحرس الثوري في سورية يعني أن نظام الملالي قد استوعب فشل صفقة الاتفاق النووي والتي راهن عليها كثيراً للخروج من عزلة دولية وتعيينه من قبل موقعي الاتفاق حاكماً متفرداً بالقرار الإقليمي وبالتالي مصائر دول المنطقة وشعوبها. الخطاب العجيب تناول بكل ما عرف عن النظام الإيراني من غطرسة وجنون النجاح في نقل المعركة من جنوبها ومن إقليم الأحواز إلى شرق المتوسط والبحر الأحمر، وهذا ما كان العقلاء في المنطقة يؤكدونه منذ وقت مبكر فالمذابح التي يرتكبها نظام بشار الأسد في حق أبناء الشعب السوري والمشانق التي علقها الانقلابي الحوثي وشريكه صالح لليمنيين ليستا سوى انصياع لأجندة إيرانية خالصة وتنفيذ لمشروع الهيمنة الإيرانية على الخليج من جهة وتصدير الأزمات الداخلية التي تتصاعد يوماً بعد يوم في جميع المدن الإيرانية من جهة أخرى. سلامي وهو أحد أذرع المرشد خامئني كما هو معروف ابتعد كثيراً في خطاب الكراهية المعروف عن المسؤولين الإيرانيين فلم يتوقف عن حدود المنطقة بل تجاوز ذلك إلى نقطة أبعد عندما اعتبر أن بلاده قادرة على مواجهة أي قوة بحرية، متسائلاً "كيف نسمح للعالم أن يخاطبنا بلغة التهديد؟". اللغة التصاعدية في الخطاب الإيراني تكشف إدراك هذا النظام أن مشروعه الإقليمي قد تم إحباطه من خلال جهود ومبادرات قادتها المملكة ومعها الدول الشقيقة والصديقة وبظهور نتائج هذا الفشل في سورية واليمن والعراق توجه إلى التصعيد لتكون معركته مع العالم بأسره، وهي المعركة التي ستؤدي لا محالة إلى زوال هذا النظام وتطهير الشرق الأوسط من دولة مارقة أنهكته لعقود طويلة.