كان منظراً مؤسفاً ومشيناً ذلك الذي شهدته اللحظات الأخيرة من مباراة الفيصلي والنصر بعد الدخول العنيف من مدافع الفيصلي سعيد الربيعي على قدم المهاجم محمد السهلاوي والذي استحق على إثره البطاقة الحمراء، لكن ما يثير الأسف بشكل أكبر هي محاولات الفزعة على طريقة الحواري التي قام بها الحارس وليد عبدالله ولاعب الوسط شايع شراحيلي اللذان أعطيا انطباعاً بأنهما يريدان معاقبة الربيعي على تدخله المتهور تجاه السهلاوي دون اعتبار لاسميهما كلاعبين دوليين، ولا لحكم المباراة أو حتى للاعبي الفريق المنافس، الأمر الذي يدعو للاستغراب والتساؤل عن مثل هذه التصرفات اللامسؤولة والتي تشوه الدوري السعودي من خلال تصرفات فردية غير مقبولة من أسماء ينتظر منها أن تكون قدوة لكل اللاعبين وحتى الجماهير، ولا أسوأ من ذلك إلا ظهور الحارس وليد عبدالله في مقطع «سناب شات» وهو يتفاخر ب»فزعته» للسهلاوي على طريقة «وش رايك فيني»؟. هنا لا بد الوقوف ومطالبة لجنة الانضباط أولاً بدراسة إمكانية تعزيز حماية اللاعبين من التدخلات المتهورة والألعاب الخطرة والعنيفة التي ربما تتسبب بضياع بعض المواهب على طريقة نهاية النجم الدولي السابق نواف التمياط، وهو الحق الذي تمنحه لائحة الانضباط للجنة، وفقاً للفقرة الثانية من المادة 133 المتعلقة بالإجراءات القضائية، وكذلك من الضروري أن تكون اللجنة قادرة على ضبط الأمور داخل الملعب إن لم يكن تقرير الحكم أشار إلى أي من الأحداث أو حتى كانت قراراته تجاه أحداث معينة مثلما فعل وليد عبدالله وشايع شراحيلي تجاه لاعب الفيصلي من تصرف مرفوض. «دوري جميل» هو أهم منتج تقدمه الرياضة السعودية ومن المؤكد أنه سيكون أقوى بكثير هذا الموسم من المواسم الماضية بفعل تأثير مشاركة العنصر غير السعودي بشكل أكبر، وهذا يعني أننا موعودون بالمزيد من الأحداث الصاخبة والمثيرة للجدل، وكل هذا يعد اختباراً ومحكاً حقيقياً للجنة الانضباط بقيادة بندر الحميداني والتي ستكون مسؤولة عن الحفاظ على جمالية الدوري وردع المخالفين وإيقاف التصرفات الرعناء من اعتداء على المنافسين واحتجاجات واشتباكات، إذ سيكون استمرار مثل هذه الممارسات نقطة سوداء تشوه الدوري، الأمر الذي لا يمكن مجابهته إلا من خلال تطبيق صارم وحازم للوائح على جميع الفرق لفرض هيبة القانون دون تمييز لأحد.