تقلصت مساحات الترفيه في جدة إلى عدد محدود من المولات التجارية، التي أصبحت قبلة سكان جدة وزوارها. هذا التفرد للمولات براغبي الترفيه ربما كان بفعل الأجواء القاسية في الصيف ودرجات الحرارة المرتفعة، والرطوبة المزعجة في المناطق القريبة من البحر، فيما السموم تحد من الحركة في المناطق الأخرى. ولا تصيبك الدهشة من كثافة الحركة المرورية حول تلك المولات وازدحام الشوارع المحيطة بها، التي لا يماثلها إلا ازدحام آخر في شهر رمضان، لأنها "ترضي إلى حد بعيد جميع أفراد الأسر كباراً وصغارا"، كما تقول المواطنة هلا. وتضيف هلا: "إن المولات توفر مراكز ترفيهية، ومطاعم متنوعة، وإمكانية تجمع الأسر والأقارب في مساحات مفتوحة، فيما يمكن لمن يرغب ممارسة رياضة المشي استغلال المساحات الكبيرة لتلك المولات، إضافة للتسوق". وتشير إلى أنها تترد كثير على المولات مع أفراد أسرتها طيلة فترة الصيف. جمجوم: التقليل من السياحة الخارجية لن يتحقق إلا ببناء مدن ترفيهية على غرار المدن العالمية وأبدى سمير الأفندي تفاؤله بتحركات هيئة الترفيه، آملاً أن تحدث نقلة في صناعة الترفيه؛ لاحتضان الأسر والشباب في مناشط ترفيهية مفيدة، وقال: إن مشكلة الطقس تظل تحدياً كبيراً نظراً لمحدودية المواقع المكيفة، وكثرة عدد السكان والزوار، فيما السفر إلى خارج المملكة أصبح مكلفاً. وأضاف أن الاستثمار في الترفيه يحقق عوائد مرتفعة، خاصة في مدينة مثل جدة، زوارها على مدار العام، والحركة السياحية فيها نشطة جداً. ويرى رجل الأعمال والأكاديمي السابق الدكتور طلال جمجوم، أن الكرة الآن في ملعب هيئة الترفيه، خاصة وأن التوجه الآن هو توفير بدائل تضمن التقليل من السياحة الخارجية، ولن يتحقق ذلك إلا بتوفر الأماكن التي تغني عن السفر، وقال: إن بناء مدن ترفيهية على غرار المدن الترفيهية العالمية، تضم مسارح وقاعات عرض للأنشطة والعروض الفنية، وصالات تزلج، وأندية رياضية، يمكن أن يضمن صناعة ترفيه جاذبة، ويمكن تغطية تكاليفها من خلال أسعار دخول مناسبة. كما يرى جمجوم، أن مراكز الأحياء مطالبة بدور أكبر، مؤكداً ضرورة بناء مجمعات رياضية مكيفة داخل الأحياء، تستقطب الشباب والفتيات لممارسة أنشطة رياضية، طوال ساعات النهار، مضيفاً "الأفكار كثيرة، ومتى ما تحقق جزء منها فسوف نضمن عودة الكثير من المسافرين للخارج، وتوفرت لنا مناشط متنوعة وجاذبة"، مؤكداً أن الترفيه صناعة، ويمكن من خلال الفعاليات تثقيف المجتمع، وإتاحة الفرصة للمبدعين لتفجير طاقاتهم، والإسهام في تقليص حجم الفراغ لدى أفراد الأسرة وتنوع الخيارات المناسبة. ودعا جمجوم إلى الاستفادة من تجارب الدول المجاورة في جذب الأسر من خلال توفير الفعاليات التي تجذب كافة فئات المجتمع. من جانبه كشف م. ريان قدوري، مدير أحد المراكز التجارية الكبيرة بجدة، عن استقبال 17 مليون زائر خلال العام المنصرم، فيما يصل عدد الزوار فترة الصيف إلى 50 ألف زائر يومياً، وقال: إن حجم الإقبال الكبير استدعى رفع الاستعدادات من قبل إدارة المجمع وزيادة ساعات العمل، منوهاً إلى أن درجات الحرارة المرتفعة وتوفر الخدمات ومجانية الدخول كانت عامل جذب كبير للأسر للتوجه إلى المولات. إقبال كثيف على المجمعات التجارية في الصيف (عدسة/ محسن سالم)