أكد عدد من المختصين في المجال الطبي، أن الاندماج بين الشركات الطبية والصحية يهدف الى تشكيل مجموعات عملاقة تهدف للسيطرة على الأسواق، وتتوسع بقاعدتها وانشطته التوسعية والاستثمارية اضافة الى خفض التكاليف التشغيلية،وتسهيل حصولها على حصة أكبر بالسوق من عملاء النقد والشركات. وقال رئيس اللجنة الطبية بمجلس الغرف د. سامي العبدالكريم، إن هناك مؤسسات قادرة على المنافسة، ومع هذا فإن كفاءتها تزداد عن طريق الاندماج مع مؤسسات مكملة لها عن طريق خفض التكاليف وتعظيم الفائدة من القدرات المشتركة المتاحة بينها، مما يمكنها من تجاوز العقبات والصعاب التي تواجهها، مشيرا الى ان هناك أمثلة عديدة على الاندماج بين شركات قوية لأنشاء كيانات أقوى، وهناك مؤسسات ربما لا تقوى على مواجهة التنافس المتزايد نظرا لانفتاح السوق المحلي والعالمي مما يعرض وجود هذه المؤسسات للخطر، وهنا تكمن ضرورة الاستفادة من آليات الاندماج بين هذه المؤسسات ومؤسسات قوية ومعززة لها تمكن الكيان المندمج من البقاء في حلبة التنافس. وقبل أيام أعلنت كل من شركة الحمادي للتنمية والاستثمار "الحمادي"، والشركة الوطنية للرعاية الطبية "رعاية"، أن مجلسي إدارتهما قررا الدخول بمناقشات مبدئية غير ملزمة لدراسة إمكانية اندماج الشركتين. واكد العبدالكريم أن الاندماج بين الشركات الطبية بالمملكة، يهدف الى تحسين الأداء التنافسي لهذه الشركات من خلال التكامل بين شركتين أو أكثر لتكوين شركة عملاقة في مجالها، وبذلك تزيد من قدرتها المتكاملة لبناء قدراته تنافسية أكبر مما هي عليه قبل اندماجها، مضيفاً أن عوامل نجاح الأندماج بين الشركات الطبية السعودية كثيرة ومن أهمها التجانس في المنتجات والخدمات التي تقدمها والتجانس في الثقافة التنظيمية والرسالة أو الغرض من إنشائها والوضوح في الهدف أو الأهداف من الاندماج. مبيناً أن من الأهمية أن يكون الاندماج هادفًا ليحقق المكاسب للشركتين المندمجتين، ويضيف قوة أكبر مما كانت عليه الشركتان قبل اندماجهما، وللهيئة الإدارية دور أساسي في تسهيل الاندماج وتفعيل خطة الاندماج التي تحقق الأهداف المأمولة منه. من جهة أخرى قال عضو مجلس الشورى الدكتور فهد العنزي أن الاندماج بين الشركات الطبية بالسعودية خطوة إيجابية نحو زيادة فعالية هذا القطاع ومهنيته، مضيفاً أن من أكثر المعوقات التي تواجه الاندماج بين الشركات السعودية بعض مجالس إدارتها والإدارة التنفيذية، لأنها لا تريد أن تفقد السيطرة على الشركة المندمجة مع أخرى. وأكد العنزي أن الشركات السعودية بشكل عام لايمكن انتشالها من الإفلاس إلا بالاندماج الأفقي مع الشركات متجانسة مثلها، مبيناً أن الاندماج بين الشركات يحدث ولكنه قد يفشل فيما بعد لأسباب إدارية وفنية وتقنية ومالية وثقافية وهيكلية مما يتطلب تهيئة البيئة والوقت المناسب لنجاحه. وأضاف أن الاندماج من أفضل الحلول العملية التي تمكن الشركات الصغيرة والمتوسطة من تخطي الصعوبات التي تعترض عملها في السوق، ويزيد من كفاءتها وفاعليتها في مواجهة تحديات العولمة ومنافسة الشركات العالمية الكبيرة. من جهتها قالت شركة "الراجحي المالية" إن الاندماج بين كل من شركة الحمادي والشركة الوطنية للرعاية الطبية سوف يساعدهما على حل مشاكلهما المحددة أي الربح التشغيلي المنخفض في أرباع السنة الأربعة السابقة لرعاية، والنقد السلبي من العمليات في أربعة من آخر 5 أرباع للحمادي. وأضافت أن الأندماج من شأنه إنشاء أكبر شركة مساهمة عامة في مجال الرعاية الصحية مسجلة في السوق السعودي حيث سيبلغ مجموع الاسرة للشركتين 2113 سرير. وأشارت إلى أنه من شأن الاندماج أن يجلب مستثمرين رئيسيين مؤهلين لشركة رعاية لم يكونوا موجودين سابقاً كما يمكن أن يؤدي إلى إدارة أفضل لأصولها. وأضافت أن عملية الاندماج بين الشركتين لا تشتمل على فوائد الاندماج المعتادة مثل وفورات التكلفة، ومن المرجح أن تميل فوائد هذا الاندماج نحو التعامل مع مشاكل يعتقد أنها مختلفة لكلا المستشفيين. د. فهد العنزي د. سامي العبدالكريم