تباهي دول العالم، ما يملكوه من شواطئ خلابة وكنوز ثقافية وتراثية تعبر عن مساهمة الدول في مسيرة الحضارة الإنسانية خلال قرون مضت، لتظل شاهدا على إرث أجيال من المعرفة والثقافة التي سطرت مسيرة الأمم. في المملكة لدينا إرث عظيم ومسيرة حضارية فريدة، وربما من أهم تلك المواد ما يحويه شمال المملكة من آثار شاهدة على مسيرة الإنسانية وكذلك مدن تاريخية راسخة لقرون من الزمن. وتطوير مشروع البحر الأحمر السياحي في أملج والوجه سيتيح أنماطا مختلفة من السياحية كالسياحة الثقافية والمائية، فالمشروع والذي سيتم تطوير على خمسين جزيرة من الجزر الموجودة في المحافظتين على سواحل تمتد على مسافة 150 كلم يقع على مسافة قريبة من مدائن صالح المسجلة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وهذا ما يتيح خيارات مختلفة للسياح ويعزز من حضور المملكة الثقافي حول العالم من خلال إتاحة مثل هذه المواقع للسياح من أغلب دول العالم، وهو ما سيرفع من جاذبية أملج والوجه كوجه سياحية عالمية، وفي نفس الوقت تلائم رغبات السياحة والترفيه المحلية لقربها من المدن الاقتصادية على البحر الأحمر (مدينة الملك عبدالله الاقتصادية ومدينة رابغ الصناعية). سيبدأ العمل في المشروع في الربع الثالث من العام 2019 وهو موعد مقارب لبدء العمل في جسر الملك سلمان والذي أعلن أنه سيتم البدأ فيه قبل العام 2020 أي أن العقد القادم سيشهد نموا كبيرا للحركة الاقتصادية والسياحية على البحر الأحمر وبخاصة في منطقة تبوك، ومثل هذه المشاريع ستحقق عوائد اقتصادية غير مباشرة عالية حيث أنها ستحفز القطاع الخاص على الاستثمار في منطقة تبوك عموما وأملج والوجه تحديداً وهو ما يحقق عوائد اقتصادية وخلق فرق عمل جديدة إضافة للعوائد الاقتصادية السنوية المباشرة من مشروع البحر الأحمر السياحي 15 مليار ريال و35 ألف فرصة عمل. رؤية 2030 أخذت على عاتقها الاستفادة الإستراتيجية من الموقع الجغرافي المميز للمملكة كعمق عربي وإسلامي ومحور ربط للقارات الثلاث، ورفع إنفاق الأسر على الثقافة والترفيه داخل المملكة من 2.9٪ إلى 6٪، ومشروع البحر الأحمر هو بوابة لتنفيذ خطة التحول الطموحة ودخول السعودية لمستقبل سعودي أقل اعتمادا على النفط.