تعود الرياضة بفوائد كثيرة على الجسم وتيسّر للإنسان حياة أفضل، فهي وقاية من الأمراض المزمنة، فقد أثبتت الدراسات الحديثة بشكل قاطع أن ممارسة الرياضة بطريقة سليمة تساعد على الوقاية - بإذن الله - من الكثير من الأمراض ولو كانت وراثية مثل السكر والضغط لأن الرياضة تعمل على تنشيط الدورة الدموية في الجسم وتخليصه من السموم والفضلات والدهون الزائدة، كما أن النشاط البدني وممارسة الرياضة باستمرار يساعد على تقوية عضلات القلب وتنشيط الدورة الدموية، إمداد عضلة القلب بالأوكسجين، زيادة مستوى الكوليسترول المفيد والتقليل من نسبة الكولسترول الضار، والنشاط البدني يمنع انسداد الشرايين لأنه يؤدي إلى تقليل تراكم الدهون، كما تساعد الرياضة على تقليل كمية الدهون الزائدة في الجسم، وبالتالى تقليل الحاجة إلى كميات كبيرة من الأنسولين، وبالنسبة للمصابين بداء السكري فإن الرياضة مع اتباع نظام غذائي مناسب تعمل على منع ظهور أعراض السكري، مع الحرص على اتباع العلاج الموصوف من قبل الطبيب، وأيضا تساعد في التحكم بوزن الجسم الطبيعي المناسب الذي يقلل من مضاعفات السكري، وهناك حقيقة علمية أثبتتها الدراسات تؤكد أن ممارسة الرياضة علاج لارتفاع ضغط الدم. إن الرياضة ومع اتباع غذاء صحي متوازن تساعد على الحفاظ على معدل الوزن الطبيعي للإنسان وتخليصه من الدهون والتراكمات غير المرغوبة كما أسلفنا، ولكن كيف يمكن للإنسان معرفة الوزن الذي يفترض أن يكون عليه جسمه؟، يمكن معرفة الوزن الطبيعي لكل إنسان باتباع جدول مؤشر كتلة الجسم (BMI) الذي يحدد الوزن الطبيعي لكل إنسان بحسب طوله. ومن المهم جداً للمصابين بالربو أن يقوموا بتناول أدويتهم مثل (البخاخ) قبل ممارسة النشاط الرياضي، وبالنسبة لهذه الشريحة من المرضى (مرضى الربو) فإن الرياضة (مثل: المشي والهرولة) تساعد على توسيع الشعب الهوائية في الرئتين، وبالتالي زيادة كمية الأوكسجين في الدم ويجب على المصاب بالربو عدم ممارسة الرياضة العنيفة خاصة في الأجواء الملوثة حيث أن ذلك قد يسبب حدوث أزمة ربو حادة ومن الأفضل دائماً أن يقوم المصاب بالربو بممارسة الرياضة في النوادي المغلقة. ويبقى السؤال الذي يوجه إلينا دائماً وهو كيف أمارس الرياضة؟، لقد أثبتت الدراسات أن القيام برياضة المشي والهرولة لمدة 30 دقيقة ثلاث مرات في الأسبوع أو السباحة وركوب الخيل لمدة عشرين دقيقة يومياً مع اتباع الحمية الغذائية السليمة، يساعد على المحافظة على صحة الإنسان ومنع مضاعفات الأمراض المزمنة، وأن شرب الماء مهم جداً أثناء وبعد ممارسة الرياضة من أجل تعويض السوائل المفقودة بسبب التعرق خاصة في الأجواء الحارة، وعلى المصابين بالأمراض المزمنة تجنب ممارسة الرياضات العنيفة التي تحتاج إلى جهد كبير، حيث إن هذا يسبب مضاعفات جانبية وسلبية على المرض وتطوره، يجب تعويد الأطفال منذ الصغر على ممارسة الرياضة كما قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل) من أجل التخفيف من السمنة عند الأطفال ومن أجل غرس العادات السليمة لديهم لمزاولة نمط صحي لحياة أفضل، أما كيف وما نوع الرياضة التي تناسبك فهو أمر مختلف من شخص لآخر، ويمكنك مناقشة الأمر مع طبيبك لمعرفته بكل التفاصيل الصحية التي تخصك. * قسم التثقيف الصحي