تشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن ما يقارب من 370 مليون شخص على مستوى العالم مصابون بمرض السكري، وهذا العدد مرشح للزيادة إلى أكثر من 500 مليون بعد أقل من عشرين سنة، أي بحلول العام 2030م. وقد شكلت وفيات السكري في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، بحسب الإحصاءات، أكثر من 80%، نصفهم من أولئك الذين تقل أعمارهم عن سبعين سنة، وكان نصيب وفيات النساء من بينها 55%. ناقوس خطر د.محمد القمبر وأوضح استشاري الغدد الصماء في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، الدكتور محمد القمبر، أن مرض السكري من الأمراض المزمنة والشائعة، ووصلت نسبة تفشي المرض في المملكة العربية السعودية إلى 30% بناءً على إحدى الدراسات، مشيراً إلى أن هذه نسبة «مرعبة»، وتدق ناقوس الخطر، وتسترعي بذل الجهود على كل الأصعدة لمكافحة هذا الداء، مرجعاً هذه النسبة العالية إلى التغير الجذري الذي طرأ مؤخراً على نمط الحياة في المملكة، حيث قلَّت الحركة وازداد استهلاك الأطعمة، خاصة الأكلات السريعة. وعرّف القمبر مرض السكري بالزيادة غير الطبيعية في سكر الدم مما ينشأ عنه مضاعفات في كثير من أجهزة الجسم، مثل: فقدان البصر، والفشل الكلوي، وأمراض القلب والشرايين وهي الأخطر. أنواع السكري وأشار القمبر إلى أن هناك عدة أنواع لمرض السكري تختلف باختلاف السبب، ولكن أكثرها شيوعاً هو ما يسمى بالنوع الأول والنوع الثاني، لافتاً إلى أن الأول ينشأ بسبب نقص هرمون الأنسولين الذي تفرزه البنكرياس، وعادة ما يصيب صغار السن، إلا أنه قد يصيب البالغين أو حتى كبار السن في بعض الحالات، أما النوع الآخر فينشأ بسبب قصور في استجابة خلايا الجسم لهرمون الأنسولين مع بعض النقص في هذا الهرمون، وعادة ما يصيب البالغين وكبار السن، خصوصاً المصابين بالسمنة، و»أصبحنا نلحظ زيادة مطردة في نسبة حدوث هذا النوع من السكري في الأطفال، خاصة مع انتشار ظاهرة زيادة الوزن». علاج وقسّم القمبر علاج مرض السكري، بغض النظر عن نوعه إلى قسمين رئيسيين، يشمل الأول الحمية الغذائية، وزيادة النشاط البدني، أما العلاج الثاني فهو بالعقاقير، وهذا يختلف بحسب نوع المرض، فمريض النوع الأول يتم علاجه بحقن هرمون الأنسولين، أما النوع الثاني فيكون علاجه باستخدام عدة أنواع من الأدوية التي تؤخذ بالفم، ولكن مع مرور الوقت، وتقادم المرض تتضاءل كمية الأنسولين المفرزة، وعندها يحتاج المريض إلى حقن الأنسولين. حياة طبيعية وبحسب القمبر، ليس هناك أي سبب يجعل مريض السكري لا يستمتع بحياته، ويعيش حياة طبيعية مع مراقبة معدل السكر في الدم، وكذلك اتباع الحمية، والتخلص من العادات الغذائية غير الصحية، مع زيادة النشاط البدني، مشيراً إلى أن الحمية الصحية ليست ضرورية لمريض السكري فقط، بل هي من أساسيات الحياة الصحية السليمة، إذ أثبتت الدراسات فاعليتها في الوقاية من كثير من الأمراض، خاصة أمراض القلب. نصائح غذائية وعدد استشاري الغدد الصماء بعض النصائح الغذائية المفيدة، مثل الحرص على تناول وجبة الإفطار، التي أثبتت فاعليتها في إنقاص الوزن، إضافة إلى فائدتها في تزويد الجسم بالطاقة اللازمة حتى يبدأ الإنسان يومه بنشاط وحيوية، وتقليل كمية الطعام بشكل عام في جميع الوجبات، وللمساعدة في ذلك ينصح باستخدام أواني طعام صغيرة الحجم، وكل شخص يأكل من طبقه الخاص، حتى يتمكن من التحكم في كمية الأكل بشكل أفضل، وعند الإحساس بالجوع بالإمكان تناول وجبات خفيفة بين الوجبات الرئيسة. أما بالنسبة إلى نوعية الطعام، فقال: يُنصح بتناول وجبة متوازنة لا تزيد نسبة الدهون فيها على 20%، والباقي موزع على النشويات والبروتينات والخضار والفواكه، وتجنب الأكل قبل النوم مساءً بحوالي ثلاث ساعات. والتقليل من إضافة السكر في الطعام والمشروبات عامة، واختيار الأطعمة والمشروبات قليلة الدسم، وأخيراً ضرورة التواصل مع مختصة غذائية للاستشارات الغذائية الصحية. فحص السكر وأشار القمبر إلى ضرورة فحص معدل السكر في الدم، موضحاً أن عدد مرات الفحص تختلف باختلاف نوع المرض وحدته، فمثلاً المريض المصاب بالنوع الثاني قد لا يحتاج إلى أكثر من مرة في اليوم أو عدة مرات في الأسبوع للقياس، بينما يحتاج مريض النوع الأول إلى قياس السكر أكثر من أربع مرات يومياً، وفي جميع الحالات، من المهم أن يتواصل المريض مع الطبيب ومثقفة السكر لمساعدته على تحديد عدد مرات الفحص التي يحتاج إليها. أهمية الرياضة وشدد على أهمية ممارسة التمارين الرياضية لمدة عشرين دقيقة يومياً، مثل: المشي السريع، (الأيروبيك)، السباحة، وغيرها، مؤكداً أن الرياضة أثبتت فعالية ليس في تحسين معدل السكر فحسب، وإنما أيضاً في خفض معدلات ضغط الدم، والكولسترول، والتقليل من الإصابة بأمراض القلب، لكنه لفت إلى ضرورة تخفيض جرعة الأنسولين ودواء السكر قبل الشروع في التمارين الرياضية، خاصة العنيفة منها، حيث يلزم المريض في بعض الحالات قياس السكر قبل وأثناء وبعد المجهود البدني لتلافي انخفاض مفاجئ وحاد في السكر. وفي ختام حديثه، نصح القمبر، مريض السكر بألا يترك المرض يسيطر عليه بصورة سلبية، بل بالعكس يجب عليه أن ينظر إلى الجزء الممتلئ من الكأس، فمع قليلٍ من الحرص، وتنظيمٍ للسكر يستطيع أن يعيش حياته، ويستمتع بها بشكل طبيعي.