كلنا يعرف أن الأممالمتحدة منظمة عفا عليها الزمن خاصة في المجال السياسي، فهي قد أنشئت في نهاية الحرب العالمية الثانية، وتسيد أعلى سلطة فيها (مجلس الأمن الدولي) الدولة المنتصرة في تلك الحرب، فهي التي وضعت الأسس مع دول العالم وتفردت باتخاذ القرارات المهمة حسب مصالحها في المقام الأول، ورغم الدعوات المتكررة لإعادة هيكلة المنظمة بما يتوافق مع متطلبات العصر إلا أنها ذهبت أدراج الرياح، كون دول مجلس الأمن لا تريد أعضاءً جدداً يقلصوا من صلاحياتها ويشاركوها في اتخاذ القرارات الدولية المهمة. في اليمن كان هناك فشل ذريع للمنظمة التي للأسف الشديد لا تملك معلومات صحيحة تساعدها على اتخاذ القرار السليم. بل إنها تستقي معلوماتها من أحد أطراف الأزمة، وتتبناه وكأنه حقيقة لا جدال فيها، وإن كان الأحرى بها أن تستقي معلوماتها من جميع الأطراف حتى تكون لديها صورة كاملة عن حقيقة الأمر، آخر سقطات المنظمة الدولية في اليمن -وهي كثيرة-: اتهام الأممالمتحدة التحالف العربي بعرقلة الجهود الإنسانية لها في اليمن، من خلال ادعائها بمنع التحالف العربي الذي تقوده المملكة بتسليم وقود الطائرات إلى صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون في اتهام لا يمت للواقع بصلة، وينافي واقع الأمر وحقيقته، حيث لا علاقة للتحالف العربي بتوفير وقود في مطار صنعاء لطائرات برنامج الإنماء التابع للأمم المتحدة كون صنعاء تقع تحت سيطرة المليشيات الحوثية والمخلوع صالح، فبالتالي تلك الاتهامات عارية عن الصحة، كما أن قوات التحالف تصدر وبصفة يومية تصاريح لدخول سفن الوقود والمواد الأساسية والضرورية، وكذلك المساعدات الإنسانية والطبية لجميع الموانئ اليمنية بلا استثناء. منها ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة المليشيات الحوثية المسلحة. إذا كانت منظمة إغاثية أممية لا تعرف من يسيطر على صنعاء، ولا تعرف كيف يصل الوقود إليها فتلك كارثة تضاف إلى سابقاتها من اتهامات ألقيت جزافاً من منظمة المفترض أن تكون معلوماتها غاية في الدقة، ولكنها غير كذلك، كان لا بد أن تعرف تمام المعرفة الجهود الجبارة التي تقوم بها دول التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن من أجل إنقاذ اليمن من براثن الانقلابيين، وأن تعرف الدعم المستمر الذي لا يفرق بين أبناء الشعب اليمني دون استثناء. على الأممالمتحدة ومنظماتها أن تعيد النظر في آلية عملها خاصة في اليمن، فهناك الكثير من السقطات التي لا نستبعد أبداً تكرارها.