أكد بيتر هوسي المسؤول في معهد ميتشيل للدراسات الجوية: أن خلو العالم العربي من التطرف وجماعة الإخوان المسلمين سيكون أكثر أماناً وسيجنّب ذلك الكثير من الدول المستقرة مصير الفوضى التي ذهب ضحيتها عدد من دول المنطقة كليبيا وسورية. وقال هوسي: إن الإخوان بكونهم الجماعة الوحيدة المنظمة في معظم دول ما يسمى بالربيع العربي تمكنوا من الاستئثار بالحكم في تونس ومصر مع العلم أن السلطة كانت هدفهم منذ اليوم الأول لاندلاع الفوضى في بلدانهم، وساعدهم في ذلك إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، وهذا ما دفع الإدارة الجديدة إلى الوقوف مع حلفائها في الخليج وأوروبا لاتخاذ إستراتيجية جديدة في المنطقة تسعى إلى تجنب الاضطرابات والفوضى التي اجتاحت مصر وسورية وتونس، ووضع حد لتأمين الملاذ الآمن لمجموعات مثل جماعة الإخوان وتنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين من قبل أي دولة في المنطقة. وتوقع أن تكون هذه الجبهة الموحدة بين دول خليجية وإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب مقدمة لتحرك قوي يبدأ بتطهير الدول العربية من التطرف وينتهي بإسقاط نظام الملالي في إيران الذي يُعد أكبر داعم وممول للإرهاب في العالم، وفقاً لوزارة الخارجية الأميركية. وتعلو الأصوات المؤيدة لخطوة دول الخليج فيما يتعلّق بمحاولات عزل التطرف، حيث كان دعم إدارة أوباما لكل من نظام الملالي وجماعة الإخوان أمر مكروه في واشنطن بين أعضاء الحزبين، إضافة إلى اعتراض شخصيات أمنية عالية المستوى على تمكين الإخوان، وكان المدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) روبرت مولر قد حذر في بدايات ما يسمى بالربيع العربي من الإخوان، قائلاً: "أيديولوجية جماعة الإخوان المسلمين ألهمت إرهابيين مثل أسامة بن لادن وشجعتهم على القيام بأعمال إرهابية في الخارج". وفي جلسة استماع قامت في 2011 حاول من خلالها مسؤولون في الإدارة وأجهزة الاستخبارات ثني أوباما عن دعم الإخوان. وقالت الممثلة في الكونغرس سو مايريك: "الأخطر من أعضاء الإخوان هي الأيديولوجيا التي ينشروها وخطاب الكراهية الذي ألهم كل المنظمات الإرهابية في المنطقة". كما أشاد صهر ترمب "جاريد كوشنير" أهم موظفي البيت الأبيض هذا الأسبوع بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي نجح في القضاء على الإخوان. وبعد انتهاء عهد إدارة أوباما ومحاولاتها دعم الإخوان وتفرعاتهم التي تفضي لنظام الملالي وتحقق مصالحه، تحررت الأصوات الجمهورية في عهد ترمب وحتى بعض الأصوات الديموقراطية المحذرة من مخاطر الإخوان، حيث يدرك الوسط السياسي الأميركي مدى ارتباط أيديولوجية الإخوان بالعنف وخطاب الكراهية المحرّض على الغرب والأقليات الشرق أوسطية والمسلمين. وأعدّت قناة الفوكس نيوز الأميركية "أكبر القنوات الجمهورية" بعد زيارة الرئيس ترمب للمملكة تقريراً يوضح للرأي العام الأميركي أن المملكة هي المستهدف الأول من التنظيمات المتطرفة كداعش وداعميها باعتبارها تضم أقدس مواقع الإسلام، إضافة إلى دورها القيادي في الائتلاف الإسلامي المؤلف من 41 دولة والذي أنشئ لمكافحة الإرهاب. ووصف تقرير القناة المملكة على أنها الهدف الأهم على الإطلاق للمنظمات الإرهابية، وهذا ما دفع ترمب لاختيار المملكة لتكون أول وجهة خارجية ما يؤكد على أنها شريك أساسي للولايات المتحدة في مكافحة وسحق الإرهاب بأنواعه.