وضعُ الشعب القطري أصبح الآن على المحك وعليه الاختيار إمّا بتصحيح الأوضاع أو المضي قُدماً وركوب الأمواج العاتية إلى المصير المجهول الذي وضعهم فيه مسيّرو الحكم في قطر بعد أن أصبحت الدلائل والبراهين مكشوفة للعالم بأسره لتعرّي صُنّاع القرار الذين يقودون دفة الحكم من خلف الستار، ويبحرون بشعبهم باتجاه الهاوية بعد أن سقطت مجاديفهم وتحطمت أشرعتهم المهترئة، وفقدوا بوصلة الاتجاهات فأصبحوا أكثر مكابرة وعناداً كالغريق المنتحر الذي يصارع الموت تاركاً طوق النجاة خلف ظهره لا يبالي بمن هم معه في المركب بعد أن لطخوا أياديهم بالعار والهوان مع أمتهم الإسلامية في نشر الإرهاب واحتوائه ودعمه، وجعلوا منه قوة بأموال الشعب القطري لزرع الفتنة والاغتيالات في بلاد المسلمين، فأصبحوا معول هدم في يد إيران تديرهم متى وكيف تشاء ضد أشقائهم وضد الشعوب الإسلامية. فجميع الأدلة والوثائق براهين شاهدة على قبح أفعالهم المشينة وإدانتهم، فاليوم لا مجال للإنكار والمراوغة فقد حصحص الحق وزهق الباطل يا قادة الظل فسلعتكم الرخيصة ردت عليكم بما جنته أيديكم من إرهاب، فالحق دوماً منتصر ولا يعلى عليه شئتم أم أبيتم، فالوضع اليوم للحكومة القطرية أصبح غير مرحب فيه لدى غالبية الشعوب والقيادات في العالم أجمع؛ لعدم الثقة بمصداقيتهم وبما اقترفوه، ولطخوا أياديهم بدماء المسلمين وأثاروا الفتن والطائفية في كل بلد بتدخلهم بالشأن الداخلي لدولهم مستعينين بمن هم على شاكلتهم من الخونة والمرتزقة الذين لا يفرحون إلا بالدمار والخراب والأذى الذي يلحقونه بالمسلمين، هؤلاء هم دعاة الفتنة والضلال لشق الصف والوحدة الإسلامية. الحكومة القطرية سعت جاهدة لتجعل من نفسها دولة عظمى لبسط نفوذها وجعلت لنفسها مكانة أكبر بكثير من حجمها الطبيعي، واستعانت بكل الطرق المحرمة وغير الشرعية بالإرهابيين بكافة أطيافهم من دول وجماعات، وسلكت طريق الشر والفساد حتى تعثرت ووقعت في شر أعمالها، فتتابعت السقطات وخسرت المعادلة بأكملها، فما بني على باطل فهو باطل، حتى الرياضة لم تسلم من إرهابهم فأدخلوا فيها الفساد واشتروا الذمم بالأموال القطرية حتى استضافوا كأس العالم 2022، وقطر لم تحقق أي منجز يذكر لها على مر التاريخ ولم تتأهل لكأس العالم ولا مرة ولم تحرز أي مركز متقدم في آسيا فكيف لها أن تنظّم بطولة لا تستحق تنظيمها لولا ما قامت به من بذل الأموال الطائلة حتى افتضح أمرها بين الملأ فيما بعد، فالمال في نظرهم كل شيء يبيعون ويشترون به حتى أصبح وبالاً عليهم، هذا ديدنهم الذي جعلهم الآن يسقطون لما ارتكبوه من حماقة. حكومة متخبطة جعلت الشعب القطري في مهب الريح، حكومة عدوانية لا تنم عن نضج أو وعي سياسي، قطعت كل جسور الود الممتدة مع جيرانها، الدوحة بتعنّتها الفظ والسلبي سيصبح وضعها القادم أكثر سوءاً، فقد جنت على نفسها براقش لارتباطها الوثيق بالجماعات الإرهابية وإيران ولكنها ستمضي قدماً في غيّها، فالأمر ليس بيدها الآن كما شاهدنا في كلمة الشيخ تميم المتلفزة التي ألقاها، وكانت تدل على ارتباك سياسي وكلام متناقض توحي للجميع أن أمور السيطرة ليست بيده، كلمة مكتوبة قام بتسميعها فقط، الحكومة سلّمت وألقت بمصالح الشعب عرض الحائط، والعودة لن تكون إلا من خلال نهوض الأحرار في البلد الذين لن يرضوا بالذل والاستعمار في بلدهم ويبقون في معزل عن أشقائهم دول مجلس التعاون وبقية العالم الشرفاء بسبب رعونة هذه القيادة التي شعارها الغدر والخيانة. وأختم مقالي بأبيات لسمو الأمير خالد الفيصل حفظه الله: كلٍ يعوّد لاصل جدّه ومرباه راعي الشرف يشرف والانذال يهبون الفرع من عوده شرابه ومسقاه والحنظلة مرّه ولو تشرب مزون لا تأمن الخوان لو زخرف حكاه من خان بك مرّة يبي باكر يخون