منذ بداية عيد الفطر المبارك ودور السينما المصرية تشهد إقبالاً جماهيرياً كبيراً لفيلم «هروب اضطراري» الذي حقق حتى اللحظة أكثر من 45 مليون جنيه وهو الرقم الأعلى في تاريخ السينما المصرية، بعد أن كانت الصدارة لفيلم «لف ودوران» للفنان أحمد حلمي. الفيلم يجمع باقة من ألمع النجوم الشباب في مقدمتهم أحمد السقا، غادة عادل، فتحي عبد الوهاب، أمير كرارة، مصطفى خاطر وغيرهم العديد من ضيوف الشرف الشباب والمخضرمين. وبرغم الأرقام الكبيرة التي حققها الفيلم على شباك التذاكر وكسره لكافة الحواجز ربحياً إلا أنه أخفق نقدياً وبشكل كبير، وقد يكون أحد أكثر أفلام أحمد السقا تعرضاً للنقد بسبب ضعف الحبكة، وغياب المنطقية في الربط بين الأحداث، وهشاشة الأسس التي بُنيت عليها مفاصل الفيلم، والارتجال في صياغة غالبية المشاهد بما في ذلك النهاية!. الفيلم يقوم على «الأكشن» فقط، ليست هناك نقطة بداية أو نهاية. أربعة هاربين من العدالة لا يعرفون بعضهم إطلاقاً، تتم مطاردتهم في الشوارع على دراجات نارية وسيارات مصفحة، يكسرون ويخربون ويدمرون.. كله فداءً لحرياتهم التي ينوي مجرم ما سلبهم إياها مقابل حريته الشخصية، بعد ارتكابه لجريمة قتل في إحدى ناطحات السحاب التي لابد أن يستعرض أحمد السقا عضلاته في تسلقها دون «دوبلير»، حتى تأتي النهاية حاملة لهم البراءة. دون أن تفهم «كيف وأين ولماذا» خلال الساعتين التي تشاهد خلالها الفيلم. الإعلامي المصري محمد فاروق يرى أن النجاح الكبير للفيلم رغم كل نقاط الضعف يعود للتوقيت الذي عُرض به العمل وهو عيد الفطر، حيث يبحث المشاهد عن عمل يرى به إثارة وأكشن دون قصة ترهق تفكيره خاصةً بعد موسم رمضاني درامي دسم وطويل، وهذا بالفعل ما قدمه الفيلم لجمهور عيد الفطر. كما يرى محمد فاروق أن إصرار أحمد السقا على الاستعانة بنجوم شباب آخرين يشاركونه البطولة يُعد اعترافاً ضمنياً منه بضعف أدواته التمثيلية مقابل أدواته الحركية التي يحبها الجمهور فيقدمها لهم عبر أعماله بينما يترك لزملائه النجوم الشباب مهمة التمثيل، وهو ما جعله يستعين بأسماء قوية جماهيرياً كغادة وأمير كرارة وفتحي عبدالوهاب الذين ساعد تواجدهم معه على رفع أسهم العمل وتحقيقه لكل هذه الأرباح، بالإضافة لاسمه أولاً. في حين يرى الناقد طارق الشناوي أن أحد أهم أسباب نجاح الفيلم في تحقيق هذه الأرقام رغم ضعف السيناريو، هو تغلب المخرج أحمد خالد موسى على مشكلة السيناريو، حيث استطاع من وجهة نظر الشناوي أن يخلق شريطا سينمائيا جاذبا للجمهور، وعلى نفس موجته، مثل الأفلام الهندية، فهناك جمهور يحب هذه النوعية من الأفلام.