لم يكن أدبنا الشعبي غائباً عن النقاش في فعاليات الخيمة الثقافية بسوق عكاظ كونه امتداداً للماضي الجميل، ولدوره في توثيق أحداث الحقبة الماضية التي جانبتها الكتابة والتوثيق للأحداث التاريخية. الدكتور نايف البراق مدير ندوة (ندوة الأدب الشعبي والتوثيق التأريخي) قال في مقدمته: لقد خلد الشعر الشعبي للشعوب ثقافتها وحضارتها كونه مجمع حضارة وصوت شعب لا ينضب ثم قدم المشاركين في الندوة. بعدها قدمت الدكتورة هيفاء الجهني ورقة قالت فيها: إن تراث الشعوب إنما هو تاريخهم وحضارتهم الممتدة التي يستقون من عبق أريجها الضارب في القدم جمال الحاضر وحضارة المستقبل والأدب الشعبي هو أحد أنواع التراث الذي يستضيء به الفكر والثقافة الإنسانية وأن علاقة الشعوب المعاصرة بتراثها الأدبي، هي علاقة أصالة وعراقة وتاريخ وهوية ثقافية. والأدب الشعبي مصطلح يطلق على كل نتاج فكري وثقافي يساهم في توثيق حقبة زمنية أو يرسم نمط حياة تلك الحقبة. الدكتور سعود الصاعدي تناول في ورقته أثر الأدب الشعبي في ذاكرة الإنسان والمكان معاً وانعكاسهما عليه وعلى الثقافة الشعبية بشكل عام وذلك عبر ثلاثة محاور وهي مفهوم الأدب الشعبي والذي عرفه هو أدب العامة الذي يتناول فنون القول عبر ذاكرتهم الشعبية والمحور الثاني عن فنون الأدب الشعبي والمحور الثالث بروز الهامش المعرفي. الأستاذ محمد الفرج قدم في ورقته ما ذكره سعد الصويان في كتابه الشعر (الشعر النبطي ذائقة الشعب وسلطة النص) حقب الشعر النبطي إلى سبع حقب ما قبل الحقبة الجبرية والحقبة الجبرية والحقبة الغريرية وحقبة الرياض وحقبة حائل وحقبة التوحيد وحقبة التجديد. وشرح في حقبة التجديد ما ذكره الصويان عنها وقوله هذه الحقبة مع بداية حكم الملك فيصل لأنه كان رحمه الله شاعر نظم وشاعر رد، ولأن التجديد بدأ على يد نجليه الأمير عبدالله والأمير خالد، وكذلك الأمير بدر بن عبد المحسن ونشير إلى وجود شعراء تقليديين عاصروا حقبة التوحيد والتجديد ومنهم الأمير محمد السديري. بعدها تطرق لقصيدة بركات الشريف التي واكبت الحقبة الجبرية والتي سماها القرنفلية ومنها نهضن من دار القصيم قواصد بي مطلع النجم الشمالي عن هلي عشر من اوطان القصيم نحثها مر تخب بنا ومر تهذل بعدها قدم الدكتور محمد ربيع ورقته التي ذكر من خلالها الدور التأريخي والتوثيقي الذي لعبه الأدب الشعبي ومن ذلك توثيق القصة والرواية الشعبية الشفهية وأصبح من الشواهد التي يعتمد عليها الباحث في حقب مضت وما تسمى بسنوات الجهل التي غاب فيها التوثيق سوى ما وجد في الشعر الشعبي. وفي ختام الندوة فتحت النقاش مع الحضور حول مسمى الأدب الشعبي، وهل يفضل أن يكون تحت مسمى المأثور الشعبي؟