تفاجأ الجميع بكلمة الأمير تميم بن حمد أمير دولة قطر التي بثت مساء أمس الأول ، وكان المجتمع الخليجي يترقب هذا الخطاب الذى تأخر كثيراً، وبعد صمت طويل أعلن الخطاب المراوغ والهزيل والركيك الذي لم يأتي بجديد. وقد شنت الصحف الإماراتية هجوماً معاكساً، ونقداً لاذعاً لمحتوى الخطاب الذي وصفته بأنه خطاب مراوغ لم يأتي بجديد، ويعلن العداء لجيرانه، ومحاولة استدارا العواطف واستمالة الغرب وكلام إنشائي لا يغني ولا يسمن من جوع. حيث قال الزميل محمد الحمادي رئيس تحرير جريدة الاتحاد الإماراتية: "لا شيء جديد في كلمة الشيخ تميم بن حمد أمير قطر، كلام عن "سيادة قطر" وترديد لادعاء "فرض الوصاية" عليها. لاشك أنه خطاب أصاب الكثيرين في قطر بخيبة أمل كبيرة، أما الجمهور الخليجي والعربي الذي تباينت توقعاته بمجرد أن تم الإعلان عن كلمة الشيخ تميم بن حمد أمير قطر، فقد كان بين غير مكترث لهذه الكلمة، وبين متوقع لقرار كإعلان عودة قطر للصف الخليجي، لكن الذي حدث أن الكلمة المرتقبة تأخرت شهرين كاملين منذ ادعاء اختراق وكالة أنباء قطر، وادعاء أن تصريحات الشيخ تميم مفبركة، فمنذ ذلك الوقت لم نسمع كلمة واحدة من القيادة القطرية التي لم تجد ما تقوله حول كل الاتهامات التي وجهت إليها بدعم الإرهاب وتأزيم الأوضاع في المنطقة، والبارحة فقط قرر الشيخ تميم أو طُلب منه أن يتكلم ويلقي تلك الكلمة المسجلة تلفزيونياً والمليئة بالتناقضات". اختار أمير قطر أن يتباكى في كلمته وتكلم عن الظلم والتشهير والوشاية السياسية، ثم قال إن هناك افتراءات وتحريضاً من "خلف الستار" ضد قطر، ولا ندري من الذي يعمل خلف الستار؟! فالدول الداعية لمكافحة الإرهاب تعمل بكل وضوح وبقرارات شجاعة أمام العالم، حيث أصدرت قراراتها بالمقاطعة، وكشفت أدلتها بالصوت والصورة التي تدين قطر وتعزز من موقف هذه الدول، فلا شيء تحت الطاولة ولا شيء خلف الستار". وأضاف الحمادي بأن هذا الخطاب هو كلمة شخص متأزم، يعيش في أزمة حقيقية، ومن خلال خطابه أراد أن يدعو الشعب في الداخل للاستنفار على جميع المستويات والقطاعات الاقتصادية والتجارية والصناعية والتعليمية والأمنية وغيرها للتعايش مع الوضع الجديد، ومن الواضح أنه استنفار قد تأخر كثيراً، أما بالنسبة للدول الداعية لمكافحة الإرهاب فقد كانت كلمة تميم تركز على الإصرار على المواقف والعناد والمكابرة، وحديثه عن حل الأزمة بالشروط القطرية كان لافتاً، فقد طالب بأن يلتزم الجميع بما يتم الاتفاق عليه، وأن الحل يكمن في احترام سيادة الدول، وعدم وضع حلول في صيغة إملاءات، ونسي من كتب الكلمة للأمير أن كل تلك الأمور ملتزمة بها الدول الأربع منذ سنوات، والباقي أن تلتزم قطر. وقالت صحيفة الخليج الإماراتية أن خطاب أمير قطر لم يتعرض إلى المبادئ الستة، والمطالب ال13 التي قدمتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، وزعم إن الحياة في قطر تسير بشكل طبيعي، لكنه عاد فيما بعد للحديث عن حجم الألم الناجم من المقاطعة، وتحميل الشعوب ثمن الخلاف بين الحكومات، وأدعى أن بلاده تعرضت إلى حملة تحريض غير مسبوقة، ثم حصار، وافتراءات، ومحاولة لفرض الوصاية والإملاءات ولغة التهديد. وافترض أن الحملة وما بعدها خططت سلفاً للاعتداء على سيادة قطر. وادعى أن "البعض" حاول أن يلصق تهمة الإرهاب بقطر لتشويه صورتها بسبب خلاف سياسي. وقال أن قطر ترفض أي إملاءات، أو تحديد لسياستها الخارجية، أو المس بحرية التعبير والوصول إلى المعلومات، بعد الثورة الإعلامية التي زعم إن قطر أحدثتها لتكون إنجازاً لكل الشعوب العربية.