إذا سافرت مع رئيسك في الطائرة, لا تجلس بجانبه, ابحث عن مقعد آخر! رئيسك ليس صديقك, العلاقة التي تجمعكما هي العمل. الارتباط الشخصي بالرئيس سلوك غير ذكي لا يؤسس لمسار مهني ناجح.. هل يمكن وضع قواعد أو خارطة طريق تقود الإنسان الى منصب الرئيس التنفيذي لشركة أو مؤسسة؟ هل يوجد توصيات أو نصائح فعالة توصل المدير أو الموظف في منظمة ما الى مقعد القيادة؟ هل كل موظف قادر على القيام بالمسؤولية الإستراتيجية للمنظمة التي يعمل فيها إذا اتبع قواعد معينة أو نصائح أصحاب الخبرة أو المنظرين؟ هل هناك عادات أو سمات معينة تقود صاحبها إلى قمة الهرم الوظيفي؟ هناك من يعتقد ذلك ومنهم السيد جيفري فوكس مؤلف كتاب (كيف تصبح مديرا تنفيذيا) حيث يرى أن هناك مجموعة من العوامل تسهل الطريق إلى منصب الرئيس ذات علاقة بالعادات والحظ والوقت والمنافسين والشخصية والموهبة والداعمين والظروف. الكتاب كما يصفه المؤلف هو نصائح وتوصيات وليس جزءا من برنامج الماجستير في إدارة الأعمال. وهي نصائح وتوصيات يمكن الاستفادة منها في العمل وخارج نطاق العمل. ومع أني لا أميل إلى الكتب ذات العنوان (كيف) والتي تضع لك الخطوات كي تصل إلى هدفك إلا أنني وجدت في محتويات هذا الكتاب من النصائح الإدارية ما يفيد الموظف بشكل عام في عمله وفي حياته الخاصة بصرف النظر عن الرغبة في الوصول إلى منصب الرئيس أو القناعة بأن هذه النصائح هي الطريق إلى المنصب القيادي. بعض هذه النصائح تبدو طريفة وبعضها غير متوقعة, ومنها ما سيراها بعضنا غير منطقية. لكن هذه النصائح تجد ما يدعمها في تجارب كثير من القياديين الناجحين وما يحيط بحياتهم من عادات وأنماط في التفكير. ومن هذه النصائح ما يلي: 1_ لا تتوقع أن إدارة شؤون الأفراد سوف تضع لك مسارك المهني. الشركات لا تضع خطة مهنية لرؤساء المستقبل. نموك المهني هو مسؤوليتك أنت. يجب أن تعرف ما تريد, وما هي المهارات والخبرات المطلوبة التي توصلك الى هدفك. 2_ العميل هو الهدف وأنت تعمل من أجل خدمته. العميل هو المدير الفعلي. يوفر لك أفكارا جديدة, يعطيك مؤشرات مبكرة عن جودة المنتج أو الخدمة, يعرف منافسيك. عندما تعرف عملاءك بشكل جيد فأنت تتعرف على ملامح المستقبل. 3_ الصحة البدنية. المحافظة على اللياقة البدنية توفر لك النوم الجيد والروح العالية, والطاقة وصفاء النفس والانتاجية العالية. 4_ يعتقد بعض المديرين أن تحويل إداراتهم إلى إمبراطوريات من حيث حجم الميزانية والموظفين سيوصلهم إلى المناصب العليا, وهذا اعتقاد خاطئ. 5_ ابحث عن الأفكار الجديدة, لا يهم مصدر الفكرة, خذها من العملاء, من الأطفال, من المنافسين, من سائق سيارة الأجرة. المهم هو تطبيق الفكرة الجيدة مهما كان مصدرها. 6_ لا تشارك في اللقاءات والحفلات والرحلات الاجتماعية. لا تنتقدها ولكن ابحث عن عذر كي لا تشارك. إذا كان الحضور إجباريا, عندئذ شارك ولكن لا تبقى لأكثر من 45 دقيقة, وبعدها اشكر المدير وغادر. هذه اللقاءات اجتماعية فلا تخلطها مع العمل. 7_ وجه دعوة للمسؤول الأول في المنظمة للقيام بزيارة للإدارة التي تشرف عليها للتعرف على الإنجازات وتقدير الموظفين وتحقيق التواصل بين الرئيس والمرؤوس. لا تحاول إخفاء (الفيل) إذا حصلت مشكلة اعترف بها وابحث لها عن حلول. 8_ لا تنقل عملك إلى البيت. إن فعلت ذلك فأنت لا تدير وقتك بشكل جيد. أحد المديرين كان ينقل عمله إلى البيت على حساب العائلة, قال له ابنه: يبدو أنك تنتمي لمجموعة تتسم بالبطء والتأجيل. 9_ الرئيس الجيد يقيم العمل بالنتائج وليس من خلال محادثة جيدة مع المرؤوس. إذا رافقته في رحلة فلا تزعجه وتذكر أنه في الغالب مشغول وإذا لم تكن تتحدث معه عن أحد مشروعاته فسوف يشعر بالملل ولن يضيع وقته في مواضيع ليست من اهتماماته. إذا سافرت مع رئيسك في الطائرة, لا تجلس بجانبه, ابحث عن مقعد آخر! رئيسك ليس صديقك, العلاقة التي تجمعكما هي العمل. الارتباط الشخصي بالرئيس سلوك غير ذكي لا يؤسس لمسار مهني ناجح. وإذا كنت تسكن في فندق, تناول طعامك في غرفتك! 10_ خذ إجازة, إذا لم تفعل فأنت مدير غير ناجح, لم تبن إدارة قادرة على العمل بدون وجودك. ويستمر المؤلف في توصياته ونصائحه التي يمكن عكس بعضها لتكون أيضا نصيحة جيدة لأنها بشواهد التجارب لا تناسب الجميع ولا تصلح لكل الظروف. مثلا نصيحته بعدم المشاركة في الحفلات واللقاءات الاجتماعية هي في رأي آخرين تتعارض مع أهمية التواصل وبناء العلاقات غير الرسمية. من أهم النصائح التي وردت في الكتاب أهمية الاستثمار في البشر من حيث التوظيف والتحفيز والتدريب والتقدير والاحترام. وهذه النصيحة تمثل أساس البناء للجميع وهي من عوامل النجاح المتفق عليها ولا نجاح بدونها ويتضمن ذلك القدرة على اكتشاف القادة الجدد. أما النصائح الأخرى فهي خاضعة لشخصية الإنسان وظروفه والبيئة التي يعمل فيها وهي قد تكون سببا للنجاح أو سببا للفشل. مراجعة سيرة القياديين تؤكد هذه الحقيقة. القيادة موهبة تحتاج إلى رعاية واستثمار للفرص وليس لتوفر المهارات القيادية علاقة بمستوى تعليمي محدد, ولم أجد في أدبيات الإدارة من يشترط مؤهلا علميا محددا للقيادة الناجحة, ولا يمكن أن تجتمع كل السمات القيادية التي تتحدث عنها كتب الإدارة في شخص واحد, فلا يوجد تشابه بين القياديين في كافة الصفات. المهم أن تكون فرص التقدم في بيئة العمل متاحة بعدالة للجميع وأن يسود التنافس البناء بين زملاء العمل.