يعيش اللاعب الجماهيري - أي لاعب- عندما يتقدم به العمر ويشارف على الاعتزال حالة من التردد ما بين الاستمرار في الأضواء والشهرة والمال وما بين هجر المستديرة إلى الأبد وهناك من يحافظ على ما تحقق له من انجازات مع ناديه والود بينه وبين جماهيره الذين يعتبرونه القدوة والبعض الآخر يكابر ويرفض الاعتزال وربما يتنقل من ناد إلى آخر حتى يرفضه الجميع ويبتعد قسريا عن الملاعب ثم ينساه الجميع. عن هذه القضية يقول يقول مدرب المنتخب السعودي السابق محمد الخراشي: "نحمد الله ونشكره أننا نملك نماذج من اللاعبين السعوديين الذين يجب أن يكونوا قدوة لمن يرغب أن يكون محبوبا لدى الجماهير الرياضية بصفة عامة وجماهير ناديه بصفة خاصة ويتميزون بهذا الشيء والروح الرياضية مهمة جدا والمحافظة على العطاء وتقدير محبي النادي من جماهير وإعلام وعطاء مع ناديه بتقديم المستويات الجيدة وتعامله مع زملائه وتنفيذه لمتطلبات المدربين واحترامه لمشاعر الآخرين فيما يلبس وفيما يقول، وهذا يعطيه التميز ويجعله محبوبا من الجماهير واللاعبين الناشئين يجعلون اللاعب المشهور والمنضبط قدوة لهم من خلال سلوكياته في ملبسه ومأكله وفي مشربه وفي عطائه وحديثه للإعلام، كل هذه الأشياء مهمة ومن خلال سلوكياته داخل الملعب ومع زملائه في الفريق المنافس وبما يسمع عنه من أخبار في التقيد في التدريبات وتقيده بكل التعليمات التي تساعد على نجاحه وتقديمه العطاء الذي يشرف ويرفع الرأس والجانب التربوي منذ الصغر مهم جدا من خلال البيت والمدرسة والأجهزة الإدارية في النادي، كل هذه عوامل مساعدة ليكون قدوة". وأضاف: "الوقت المناسب للتوقف عن اللعب وتوديع الملاعب يعتمد في المقام الأول على إمكانات وقدرات اللاعب وصحته البدنية والأجواء التي يعيشها فلا يوجد عمر محدد وربما يلعب حتى سن ال40، ولكن ربما يواجه اللاعب بروز النجوم التي ممكن تسرق الخانة منه ولا يستطيع مجاراتهم وبالتالي تعجل برحيله وإعلان اعتزاله لأن الجماهير في هذه الحالة لن ترحم اللاعب الذي هبط مستواه لأنها تريد منه العطاء داخل الملعب وتقديم النتائج، واللاعب الذي عشق كرة القدم ومارسها ورأى إيجابياتها خصوصا عندما يكون جماهيريا ولديه عقد يدر عليه مبالغ كبيرة يرى أنه قادر على الاستمرار ومن الصعب أن يترك الملاعب بسهولة وربما يتوقفوا إجباريا سواء عن طريق المدرب أو عن طريق الإعلام أو الجماهير لذلك من الصعب جدا اتخاذ قرار الاعتزال والعاقل خصيم نفسه والذي يحب أن يستمر في قلوب الجماهير حتى ما بعد الاعتزال يجب عليه أن يعرف متى الوقت المناسب للتوقف فيه ووأصدقاء اللاعب يجب أن يكونوا خير مرشدين له وناصحين. حافظوا على محبة الجماهير قال المدرب السعودي بندر الجعيثن: "غالبا ما يكون اللاعب الجماهيري محبوبا من خلال أخلاقياته العالية واحترامه للمنافسين وللجماهير وجميع النقاد وحتى الأجهزة الفنية لذلك دائما ما يحافظ على محبة واحترام الجمهور بأدائه في الملعب والاحترام المتواصل سواء بالنتائج أو بالتصاريح أو حتى خارج الملعب وتعامله مع الإداريين والأجهزة الفنية هذه كلها تجعل من اللاعب محبوبا من الجماهير، ولذلك يجب أن يكون النجم الجماهيري قدوة للناشئين والسلوك والمظهر العام له دور كبير بغض النظر عن المستوى، والتعامل الخارجي سواء في الملبس وفي المظهر والابتعاد عن جميع التصرفات غير الجيدة والسلوك المشين وتوجيه اللاعبين الصغار وإعطائهم النصح والإرشادات التي تطور مستوياتهم والتعامل مع الآخرين والمسببات الكبيرة لمستوى اللاعب وكيفية الحفاظ على سمعته واحترامه للخصوم كل هذه العوامل، لا بد أن ينقلها لهؤلاء الصغار من خلال زياراته للتدريبات وحتى في معسكراته أو عن طريق الإعلام إذا صار محبوب دائما ما يكون كلامه متقبلا خصوصا من اللاعبين الصغار الذين يحبون هذا اللاعب ويستمعون لتصاريحه الإعلامية ويقلدونه فيها ويكتسبون من اللاعب الكبير بأخلاقه الإيجابيات ويكون لهم قدوة في تعلم احترام الآخرين". واستطرد قائلا: "على اللاعب الجماهيري أن يعرف متى الوقت المناسب للتوقف وتوديع الملاعب متى ما رأى أن عطاءه قل عن السابق وتقدم به بالعمر ونحن السعوديين نختلف عن اللاعبين الأجانب في عملية التكوين والإعداد البدني والفني والفكري منذ الصغر، ونعرف الوقت المناسب الذي نتوقف فيه عن اللعب إذا رأيت أن العطاء بدأ يقل بسبب كثرة الإصابات والابتعاد عن التدريبات والمباريات والوضع النفسي على دكة الاحتياط هذا كله طبعا إنذارات من مدرب الفريق، فالخطة الآن تغيرت والأسلوب تغير والمجهود تغير والعاقل دائما خصيم نفسه ويعرف كيف يجعل اسمه متداولا بين الجميع ويذكرونه بالخير ويتذكرون انجازاته مع ناديه والمنتخب لذلك متى ما شعر أن الوقت المناسب حان للتوقف لا بد أن يبتعد وبعض اللاعبين يكابر ولا يحب الاعتزال ولا يريد أن يفتقد الشهرة وحب الجمهور وتداول اسمه بين الناس ويريد دائما أن يكون في الإعلام، طبعا الكل يحب أن يستمر فيها ولكن لا بد أن يعرف اللاعب أن هناك جيلا قادما هو من يعرف ويتحكم في تقييمه كلاعب لذلك أنا أرى أن اللاعب الذكي الذي يحاول المحافظة على سمعته واسمه يتداول حتى بعد الاعتزال هو من يبتعد وهو في قمة مستواه أمثال لاعبين سابقين ما زالت الجماهير تتذكرهم. الاتزان جزء من النجومية يقول لاعب وسط المنتخب السعودي السابق فؤاد أنور: "يجب أن يكون اللاعب على أخلاق عالية ويحافظ على لياقته وعلى مستواه بالانضباط في التدريبات وبخروجه في الإعلام لا بد أن يكون كلامه متزنا لجماهير ناديه ولجماهير الأندية الأخرى، كل هذه الأشياء مهمة في تكوين شخصية اللاعب والتي تجعله على ود ما بينه وبين جماهيره، أيضا لا نركز على جماهير النادي، ربما يكون فنيا جيدا ومن الممكن يرتكب هفوات بسيطة ولكن لأن الجماهير يحبونه يغفرون له الزلات ويغضون الطرف عنها، أهم شيء أن تكون أخلاقه عالية حتى تحبه جماهير ناديه والأندية الأخرى ويحترمه لاعبو الأندية الأخرى لأنه تتمتع بأخلاق عالية وهذا شي مهم بالنسبة لنا كلاعبين لا نركز على جمهور النادي فقط". وأضاف: "أحيانا إذا كان مستواك الفني ممتازا وأخلاقك عالية فأنت يوما من الأيام ستمثل منتخب وطنك وتحتاج إلى جميع جماهير المملكة وليس جمهورك فقط، ولا بد من أن يكون اللاعب الجماهيري قدوة للناشئين بظهوره الإعلامي الجيد وتصرفاته الرزينة داخل الملعب عندما يحصل على مخالفة يجب أن يحترم الحكم ويوما من الأيام سيكون القائد للمجموعة والذي سيساعد النادي والمدرب وإذا كان هناك مشكلة داخل النادي سيكون طرفا في حلها وتنمو فيه صفة القائد حتى لو كانت شارة القيادة التي يحملها لاعب واحد فقط داخل الملعب، ولكن الأخلاق يجب أن يتحلى بها الجميع، صحيح أنها تصرفات بسيطة في نظر البعض ولكن تبقى عند الآخرين كبيرة جدا". وواصل قائد المنتخب السعودي السابق حديثه قائلا: "الوقت المناسب للتوقف عن اللعب وتوديع الملاعب يقرره اللاعب نفسه إذا رأى أن لياقته انخفضت والإصابة لم يتعاف منها بالشكل الصحيح وعمره لا يسمح أن يعطي بالشكل المطلوب ومن ثم شاهد بروز اللاعبين الجدد في النادي سيأخذون مركزه ولا يستطيع مجاراتهم من هنا يبدأ التفكير بالانسحاب من المستطيل الأخضر لتحترمه جماهيره وجماهير المملكة بشكل عامٍ، وحب الإعلام وحب الشهرة وحب كرة القدم والأضواء أحيانا يغري البعض بعدم التخلي عنها بسهولة وهذه مشكلة لذلك نقول للجميع حتى العمر الله سبحانه وتعالى سيأخذ أمانته في الوقت المكتوب والمنصب أو كرة القدم لهما عمر معين في الأخير ولا بد أن تسلم الراية لشخص آخر وهذا الفكر لا بد أنه موجود عندنا، لا أنتظر حتى يبدأ الإعلام كل يوم وفي كل مباراة يكتب بشكل سيئ والجماهير تهتف ضدي أنا أنصح كل لاعب يملك تاريخا أن لا يصل إلى هذه المرحلة وإن وصل فهو يكتب نهاية تاريخه بيده". ارحلوا في الوقت المناسب فيما شدد المدرب السعودي علي كميخ على اللاعب الجماهيري الذي يريد أن يحتفظ بذكرى جيدة لدى الجماهير أن يختار الوقت المناسب لعطائه وعمره ويختار الوداع الأنسب له بإنجاز يخلد مع الأداء المميز والأخلاق العالية ولا بد أن يكون قدوة بالأخلاق والملبس والانضباط والبعد كل البعد عن ما يسيء له ولناديه مع الجد والاجتهاد بالتدريبات والمباريات وعلى اللاعب المتقدم بالعمر أن يستغل آخر انجاز لفريقه أو المنتخب ليودع جماهيره بذكرى طيبة ولا يكابر بقدرته على العطاء حتى لو كانت الضغوط الشرفية والجماهيرية حاضرة، كل ذلك ليس له مبرر لأن البعد عن الملعب والمباريات ينسي الجماهير الإنجازات. الخراشي: الجماهير لا ترحم والعاقل خصيم نفسه الجعيثن: «الاحتياط» إنذار لمن يرفض الاعتزال أنور: الطماعون يكتبون نهاية تاريخهم بأيديهم كميخ: ليتهم يستغلون آخر الإنجازات ويرحلون