أوقفت الشرطة الأسبانية صباح يوم أمس الثلاثاء أنخل ماريا فيار رئيس الاتحاد الأسباني لكرة القدم ونائب رئيس الاتحاد الدولي "الفيفا"، على خلفية تحقيقها بقضايا فساد تشمل استغلال نفوذه لاختلاس أموال من أرصدة الاتحاد المحلي، ونقلت وكالة فرانس برس عن مصدر قضائي أن سبب اعتقال فيار هو الاشتباه باستغلاله لمنصبه واختلاس أموال من الاتحاد الأسباني، وهذه التهمة هي واحدة من تهم عديدة يتم التحقيق بشأنها. وكانت الشرطة قد داهمت مقر الاتحاد الأسباني ومقرات أخرى مرتبطة بعمليات التحقيق، ويواجه فيار (67 عاماً) تهم تنظيم مباريات دولية في إطار مخطط لاختلاس أموال لصالح نجله غوركا والذي يعمل كمحام متخصص في القضايا الرياضية، ولا يعتبر هذا التحقيق هو الأول الذي يرد به اسم فيار فقد سبق أن كان جزء من تحقيق حول دعم حكومي بنحو 1,2مليون لإقامة مدرسة في هايتي لم تبصر النور أبداً، ويشغل فيار منصب رئيس الاتحاد الأسباني لكرة القدم منذ 1998 وأعيد انتخابه في أربع ولايات جديدة لم يتقدم خلالها أحدٌ لمنافسته، وكان فيار أحد الذين ورد اسمه في تقرير المحقق الأمريكي مايكل جارسيا والذي اتهمه بعدم التعاون مطلقاً في تحقيقات بخصوص منح استضافة مونديالي 2018 لروسيا و2022 لقطر واستناداً على ذلك فقد أصدرت لجنة الأخلاق في الاتحاد الدولي في نوفمبر 2015 قرار يقضي بمنحه إنذار وغرامة مالية بقيمة 25 ألف فرنك سويسري لعدم تعاونه مع لجان التحقيق . واتهم فيار الموقوف حالياً خلف قبضة السجون الأسبانية من صحيفة "ديلي ميل" البريطانية في تقرير نشرته عام 2015 أنه حصل على مبلغ 150 مليون جنيه استرليني تحت غطاء صفقة نادي برشلونة مع الخطوط القطرية وكان جزءاً من هذا المبلغ في حقيقته مقابل شراء صوت عضو المجلس التنفيذي في الفيفا للتصويت على استضافة قطر لمونديال 2022 ، ويرتبط فيار بعلاقة وطيدة مع الرياضة القطرية ويعتبر من أوائل الداعمون لملف استضافة قطر للمونديال ففي عام 2009 شهدت الدوحة توقيع مذكرة تعاون بين الاتحاديين القطري والأسباني وقد حضر توقيع الاتفاقية محمد بن همام الرئيس السابق للاتحاد الآسيوي لكرة القدم وحسن الذوادي المدير التنفيذي لملف استضافة قطر لمونديال 2022 وقال الرئيس المتهم بالفساد: "أشكر الاتحاد القطري على حفاوة الاستقبال كما أشكر محمد بن همام على احتفاءه بي منذ وصولي الدوحة وحتى نهاية المؤتمر الصحفي" وكانت هذه الاتفاقية الموقعة بين الاتحاديين الأسباني والقطري إحدى الدعائم لملف قطر والتي كانت تعتزم التقدم به للفيفا على حد وصف علي النعيمي الأمين العام للاتحاد القطري والذي قال:" هذه الاتفاقية خطوة إيجابية لدعم ملف قطر لاستضافة مونديال 2022 ". واحتضنت الدوحة في أوائل عام 2013 لقاءً ودياً جمع بين منتخبي أسبانيا والأوروغواي، وإقامة المباريات الودية هي إحدى التهم التي يواجهها فيار أمام الشرطة الأسبانية والتي تتهمه بإقامة هذه المباريات الودية لمصلحة ابنه الذي اعتقلت الشرطة الأسبانية معه صباح أمس الثلاثاء.