ما تقوم به السياسة الأميركية الحالية بقيادة الرئيس دونالد ترمب في سبيل مواجهة ومكافحة من يمول ويدعم ويرعى العناصر والجماعات والتنظيمات المتطرفة والإرهابية سيكون له الأثر الإيجابي الكبير في دعم الأمن والسلم والاستقرار في العالم أجمع.. تقدير دولي كبير للسياسات السعودية الساعية والداعية دوماً لمكافحة ومواجهة التطرف والإرهاب بشتى صوره وأشكاله. هذا ما عبر عنه قادة دول العالم ومنهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي ذكر في 14 يوليو 2017م خلال حديثة لقناة سي بي إن الأميركية أن المملكة العربية السعودية استطاعت أن تنظم قمة تاريخية غير مسبوقة جمعت قادة وممثلي الدول الإسلامية في الرياض وبحضور رئيس الولاياتالمتحدة الأميركية. هذا التقدير الكبير والتعبير عنه بشكل مباشر دلالة قطعية بأن القيادة السعودية قيادة واقعية عربياً وإسلامية وفكرياً، فعندما تقول فإنها تستطيع أن تفعل، وعندما تعد تستطيع أن تفي بوعودها. هذا ما جعل العالم يأتي للمملكة لعقد القمة التاريخية لمكافحة ومواجهة التطرف والإرهاب، وهذا ما جعل الرئيس الأميركي يذهب للرياض ويتطلع للعمل مع قيادة العالم الإسلامي لوضع الأسس التي تمكن جميع الأطراف الدولية من تنسيق جهودها في سبيل مواجهة ومكافحة التطرف والإرهاب. وإذا كان تاريخ المملكة العربية السعودية في مكافحة التطرف والإرهاب واضحاً وبيناً للجميع ويشرف كل محبٍ للسلم والامن والاستقرار، فإن مواصلة الجهود الدولية لمكافحة التطرف والإرهاب هدف رئيس للسياسة السعودية. هذا الهدف الرئيسي له أسس يقوم عليها تتمثل في الالتزام بتعاليم وقيم ومبادئ الدين الإسلامي الوسطي الذي تمثله الدولة السعودية منذ عهد التأسيس. لذلك نجحت السياسات التي وضعت لمكافحة التطرف والإرهاب على جميع المستويات وخاصة الفكرية والأمنية. هذه الجهود التي بدأت داخلية امتدت لتصبح سياسات دولية بفضل الجهود السياسية السعودية التي نجحت في اقناع دول العالم في أهمية انشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب تحت مظلة الأممالمتحدة ليكون مرجعاً تتشارك من خلاله جميع دول العالم في مجال مكافحة التطرف والإرهاب. وتحقيقاً لما تم من تقدم كبير في العلاقات الاستراتيجية السعودية – الأميركية بعد زيارة الرئيس ترمب للسعودية، نجد أن هناك عملاً كبيراً ومتقدماً يهدف لمكافحة ومواجهة التطرف والإرهاب بكافة صوره وأشكاله ومسمياته. ومن هذه الاعمال الكبيرة الهادفة لمكافحة التطرف والإرهاب التي عبرت عنها واتفقت عليها الدولتان المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدة الأميركية هو مواجهة التطرف والإرهاب الذي تمارسه القيادة السياسية لدولة قطر. فبالإضافة لما تم اتخاذه من قرارات سياسية بقطع العلاقات السياسية مع قطر بسبب تبنيها للسياسات الهدامة عن طريق دعم وتمويل ورعاية العناصر والجماعات والتنظيمات المتطرفة والإرهابية، اتفقت السياسة الأميركية مع سياسات السعودية والامارات والبحرين ومصر حول أهمية مطالبة دولة قطر بالابتعاد عن سياساتها الهدامة الداعمة للتطرف والإرهاب. وإذا كان خطاب الدول التي أعلنت مقاطعتها لدولة قطر واضحاً ومباشراً، فإن الرئيس الأميركي أعاد التأكيد على موقف الولاياتالمتحدة، المتطابق مع سياسات الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، خلال حديثه لقناة سي بي إن الأميركية بقوله دولة "قطر تعرف بانها دولة ممولة للإرهاب، ونقول لهم عليكم عدم فعل ذلك، عليكم عدم فعل ذلك"، وأعاد التأكيد على أهمية المقاطعة لتحقيق أهدافها بقوله "انه يجب علينا أن نجوع الوحش، والوحش هو الإرهاب، ولا نستطيع الصبر على الدول الغنية التي تمول الإرهاب". هذا الموقف السياسي للولايات المتحدة يأتي متطابقاً مع المواقف السياسية السعودية التي كانت وما زالت وستظل تطالب دول العالم أجمع بأهمية العمل الدولي المشترك لمكافحة ومواجهة التطرف والإرهاب في كل مكان وبغض النظر عن من يتبناه او يموله أو يرعاه من مبدأ ان الإرهاب لا ينتمي إلى أي دين أو عرق أو طائفة. وإذا كانت السياسات التوافقية السعودية – الأميركية قائمة، فإن تحقيق النجاحات العسكرية ضد التطرف والإرهاب على أرض الواقع تعمق من هذه العلاقات وتعززها. لذلك وجدنا أن النجاحات المتتالية التي تحققت في دولة العراق ضد التنظيم الإرهابي داعش تلقى الدعم والتأييد والمساندة الكاملة من قادة المملكة العربية السعودية لقادة دولة العراق وفي نفس الوقت الثناء على الدور الأميركي في قيادته للتحالف الدولي لمحاربة الإرهاب. فعلى سبيل المثال، في 14 يوليو 2017م هنأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (حفظه الله) رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي "بما تحقق من انتصار سريع على تنظيم داعش الإرهابي في الموصل، بما يبشر ببداية النهاية للتنظيمات الإرهابية في العراق وسورية." وأكد "على وقوف المملكة بكافة إمكانياتها لمحاربة الإرهاب بكل أشكاله حتى يتم القضاء عليه وتجفيف منابعه". وللتأكيد على أهمية استمرار الجهود الدولية ومواصلة العمل المشترك، هنأ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الرئيس الأميركي ترمب "بما تحقق من انتصار سريع على تنظيم داعش الإرهابي في الموصل، مثمنًا دور الولاياتالمتحدة الأميركية في قيادتها للتحالف الدولي لمحاربة هذا التنظيم والقضاء عليه، ومنوها بما تحقق من إنجازات كبيرة في محاربة الإرهاب في وقت وجيز منذ تولي فخامته مهام منصبه في البيت الأبيض". هذه المواقف الدولية التي تعبر عن سياسات هو ما تتطلع إليه القيادتان السعودية والأميركية. فمواجهة ومكافحة التطرف والإرهاب تتطلب العمل على أرض الواقع وليس الاقوال وإعطاء الوعود التي لن تنفذ. فما تقوم به السياسة الأميركية الحالية بقيادة الرئيس دونالد ترمب في سبيل مواجهة ومكافحة من يمول ويدعم ويرعى العناصر والجماعات والتنظيمات المتطرفة والإرهابية سيكون له الأثر الإيجابي الكبير في دعم الأمن والسلم والاستقرار في العالم أجمع. هذه السياسة الحالية للرئيس الأميركي ترمب سوف تعالج وتصحح الكثير مما تم تجاهله خلال فترة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما الذي لم يكن مدركاً لمخاطر التطرف والإرهاب ولم يتخذ سياسات صارمة تجاه الدول التي تدعم وتمول وترعى العناصر والجماعات والتنظيمات المتطرفة والإرهابية، وكذلك لم يستمع للحكمة السعودية التي لو استمع لها لتحقق الكثير من الأمن والسلم الاستقرار الإقليمي والدولي. لذلك كانت النتيجة أن تصاعدت حدة التطرف وتكاثرت التنظيمات الإرهابية وانتشرت العناصر التخريبية ونفذت عملياتها الهدامة حول العالم بهدف تنفيذ أجندتهم المزعزعة للأمن والسلم والاستقرار في كل مكان حتى وصلت للعواصم الأوروبية. وفي الختام من الأهمية القول إن العمل الدولي المشترك في مواجهة ومكافحة التطرف والارهاب الذي تقوم به السياسة السعودية والسياسة الأميركية يعتبر عاملاً ومساهماً رئيسياً في تحقيق ودعم الأمن والسلم والاستقرار الإقليمي والدولي. فما تملكه الدولتان من خبرات وقدرات وإمكانات سياسية واقتصادية وامنية وعسكرية وموارد بشرية عالية التأهيل تمكنهما من قيادة عمل دولي مشترك يجعل المجتمع الدولي أكثر اماناً واستقراراً. لذلك فإن مواصلة هذه الجهود بين الدولتين أمر غاية في الأهمية وهذا ما أكد عليه القائدان الكبيران خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي قال " إن المملكة تؤكد مجددا وقوفها بكافة إمكانياتها لمحاربة الإرهاب وتجفيف منابعه للقضاء عليه"، والرئيس ترمب الذي "أبدى تقديره لموقف خادم الحرمين الشريفين ولدور المملكة في مكافحة الإرهاب وجهودها الحثيثة في هذا المجال". انه في الوقت الذي أدركت فيه السياسة الأميركية أهمية وفعالية ومكانة وتاريخ المملكة العربية السعودية وقدرتها على التأثير في السياسة الدولية، عجزت دول صغيرة عن إدراك ذلك. فهل السبب يعود لضعف ذاكرة قادة تلك الدول وجهلهم بتاريخ ومصائر الأمم؟