إنّ مناسبة منح خادم الحرمين الشريفين شهادة الدكتوراه الفخرية لخدمة القرآن الكريم من قبل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية هي مناسبة تبعث فينا السرور والفرح والشكر لله العلي القدير أن هيأ الله لمملكتنا الحبيبة ولاة أمرنا نصر الله بهم الحق وشرفهم الله بخدمة دينه الحنيف وبيته الحرام وقرآنه الكريم، وهذا هو ديدن ولاة أمرنا من لدن مؤسس هذا الكيان المبارك الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه ومروراً بعصر أبنائه الغر الميامين وحتى عصرنا الراهن بقيادة ملك الحزم والعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حيث لم يألٌ جهداً في خدمة كتاب الله سبحانه وتعالى وكان أبرز جهوده حرسه الله في خدمة كتاب الله هو السعي الدؤوب والحرص المجيد على تطبيق حدوده العادلة وأحكامه الجليلة على كافة شرائح المجتمع واستمداد القوة والعزة منه والاعتماد عليه في سن دستور للبلاد في جميع الأحوال وكافة الظروف. فالقرآن الكريم مرجعية يرسم هوية المملكة العربية السعودية، ووسمة بارزة للدولة تنتهجه في جميع المحافل والمناسبات وقد عزز خادم الحرمين الشريفين ذلك في أقواله وأفعاله وخطاباته. ومن مآثر خادم الحرمين الشريفين في خدمة القرآن الكريم: تدشين جائزة حفظ القرآن الكريم التي تحمل اسمه وهي مسابقة سنوية وهي من أعظم الجوائز قدراً وأشرفها مكاناً فهي تمتد من كونها جائزة حسية إلى أبعد من ذلك وأسمى منه هو تربية النشء على حب كتاب الله تعالى، ونشره بين الأمم عامة والشعوب كافة، وتربية الأجيال على أوامره ونواهيه والاعتزاز به. ومن مآثره تجاه اهتمامه بالقرآن الكريم: العناية بجمعيات تحفيظ القرآن الكريم وبمدارس تحفيظ القرآن الكريم في جميع أنحاء المملكة بل وفتح فصولاً خاصة لتحفيظ القرآن الكريم في مدارس التعليم العام وهذا يؤكد حرص خادم الحرمين الشريفين بكتاب الله ومشجعاً شباب بلادنا للإقبال على القرآن الكريم حفظاً وتلاوة والتحلي بأدبه والعمل بأحكامه والالتزام بهديه وتطبيقه وفق فهم سلفنا الصالح من غير إفراط أو تفريط أو غلو وتشدد بل اعتدال وتسامح. ومآثر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بالقرآن الكريم كثيرة وجمة ويصعب علي في هذا المقام سردها بل يكفي من القلادة ما أحاط بالجيد واختم بمقولة لمعالي مدير جامعة الامام محمد بن سعود الإسلامية وعضو هيئة كبار العلماء الأستاذ الدكتور سليمان أبا الخيل بهذه المناسبة: "إن هذا المنح جاء تتويجاً وتقديراً لجهودكم العظيمة، وأعمالكم الجليلة، ودعمكم المستمر لكل ما يُعنى بكتاب الله وخدمته تطبيقاً لما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح من قوله (خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه)، وسعياً لتطبيق أحكامه السامية وحدوده العادلة، مع حرصكم رعاكم الله على تعزيز قيم الوسطية والاعتدال التي شرعها الله سبحانه وتعالى، ووصف الأمة بها في قوله جل وعلا (وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً)، وأثريتم ذلك ونهجتموه في أقوالكم وأفعالكم حتى أصبح سمة بارزة يشهد على ذلك ويدل عليه ويجعله واقعاً حياً ملموساً يُستفاد منه دولياً، ذلك المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف (اعتدال) الذي دشنتموه بحضور العديد من قادة دول العالم ".