أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور خالد الغامدي المسلمين بتقوى الله عز وجل والعمل على طاعته واجتناب نواهيه وقال في خطبة الجمعة اليوم من المسجد الحرام أعظم شخصية تجلت في حياة المروءة هي حياة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وكانت حياته كلها قائمة على المروءة ومعاني الأمور وكرائمها مع كل الناس حتى مع أعداءه لقوله صلى الله عليه وسلم إن الله يحب معالي الأمور وإشرافها ويكره سفسافها, ولقوله صلى الله عليه وسلم إن الله يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم ويكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال . واضاف فضيلة لقد لزم هذا السنن النبوي الرفيع صحابته الكرام رضي الله عنهم والتابعون لهم واورثوه لمن بعدهم من العلماء والفضلاء والنبلاء الذين كتبوا في ذلك الرسائل والكتب التي تبين للناس اداب المروءة وخصالها حتى انهم جعلوا من اهم صفات راوي الحديث ومن تطلب فيه الشهادة في الاقضيات أن يكون متحليا بأدآب المروءة مجتنبا مفسداتها بل قد حث النبي صلى الله عليه وسلم على التسامح مع أهل المروءات والعفو عن خطئهم وعثراتهم لمروئتهم ونبلهم فقال عليه الصلاة والسلام تجافوا عن عقوبة ذوي المروءة . وقال عليه الصلاة والسلام أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود . فأهل المروءات من الحكام والعلماء والفضلاء وصالح المسلمين لهم فضلهم ومكانتهم ونزلتهم ولا يجوز ابدا ان تهدر فضائلهم او تطمس مناقبهم لزلة قدم أو كبوة جواد وما ذاك إلا لشرف المروءة وعلو كعبها والتي تحمل صاحبها وترفعه وتزكيه والله سبحانه وتعالى قد احتمل لكليمه موسى عليه السلام له إلقاءه ألواح التوراة وأخذه بلحية اخيه هارون عليه السلام يجره إليه وهو نبي . وأكد إمام وخطيب المسجد الحرام أن ذلك فطرة الله التي فطر الناس على حب المروءة والإتصاف بها ورفعة شأن المتحلين بها وهي فطرة مركوزة فالخليقة والبشرية لتنتشي فرحا حينما توصف بأنها من أهل المروءات أو ترى أفعالهم والمروءة هي أصل كل خير وفلاح وهي في حقيقتها الناصعة هيئة راسخة في النفس وملكة تحمل صاحبها على صفات الجمال والنقاء والطهر والعفاف والكرم والبعد عن جوانب النفس التي تجذبها بالتخلق بأخلاق الفخر من الكبر والحسد والبغي والاذى والفساد أو الاتصاف بصفات الهوان من الحرص المذموم والشره والطمع والتكالب على الحطام والتوافه فالمروءة خلق فاضل كريم ووسط بين طرفين وهي تدعوا النفس للتحلي بحلية النفس الرفيعة الشريفة واستعمال كل مايجمل العبد ويزينه من الأخلاق والآداب وجميل العادات والبعد عن كل ما يدنس نفسه ويشينها ويجلب لها اللوم والعيب واراقة ماء الوجه .