كشفت وكالة الفضاء الأوروبية أمس، عن مركبة فضائية محورية في مهمتها الأكثر طموحا حتى الآن، حيث يستعد العلماء لإرسال مسبار إلى كوكب عطارد. ومن المقرر أن تبدأ مركبة مستكشف "بيبيكولومبو" التابعة للوكالة، المسماة على اسم عالم الرياضيات الإيطالي، المهندس الراحل، جوزيبي كولومبو، رحلتها إلى عطارد في عام 2018. وتصعب مراقبة الكوكب الصخري صغير الحجم، بسبب قربه من الشمس. ومن المقرر أن ينطلق المسبار من كورو على ساحل المحيط الأطلسي على جزيرة جيانا الفرنسية في تشرين أول من العام المقبل في رحلة تستمر سبع سنوات، قبل أن يصل إلى أصغر كوكب في نظامنا الشمسي. وقال يوهانس بينكوف، أحد العلماء البارزين في المشروع إن "عطارد كوكب مليء بالأسرار". وقال الفارو خيمينيز، فى بلدة نوردفيك الساحلية الهولندية حيث تم تقديم المركبة لوسائل الإعلام، إن الاستعدادات لمهمة وكالة الفضاء الأوروبية، الأصعب حتى الآن، تسير بسلاسة. وتعد بيبيكولومبو بعثة مشتركة مع وكالة استكشاف الفضاء اليابانية. والتي تصل درجات الحرارة على عطارد إلى 430 درجة مئوية، في حين أن جانب الكوكب الذي لا يواجه الشمس قد تصل برودته إلى سالب 180 درجة مئوية. وتشكل هذه الظروف القاسية تحديات هائلة لمعدات استكشاف الفضاء. وقد وصلت بعثتان فضائيتان إلى عطارد حتى الآن، وكلتاهما من وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا". وأوضح بينكوف أن آخر بعثة -"ماسنجر" (رسول)، تمت في عام 2015 - أسفرت عن نتائج فاجأت الخبراء وألقت بظلال من الشك على التأكيدات السابقة. وأضاف "في الواقع، لدينا الآن المزيد من التساؤلات", والتي تهدف بعثة "وكالة الفضاء الأوروبية" و"وكالة استكشاف الفضاء اليابانية" إلى الكشف عن الأجوبة المتعلقة بالمجال المغنطيسي القوي على نحو غير عادي للكوكب، إلى جانب البحث أيضا عن وجود الجليد أو الماء. وهناك أيضا خطط للاستكشاف عميقا داخل بعض فوهاته البركانية. وإذا نجحت البعثة، فقد تقدم صورة أفضل لكيفية وجود نظامنا الشمسي. وتتكون بيبيكولومبو من مركبتين مداريتين: الأوروبية ستحمل مسبارا لاستكشاف سطح ومناخ الكوكب، في حين أن اليابانية مكلفة بأخذ قياسات المجال المغناطيسي.