كان البعض قبل اعتماد التعاقد مع اللاعبين الأجانب الستة ينتقد ويؤكد أن القرار لا يخدم مصالح الأندية والكرة السعودية، ولم يذكر الأسباب فقط ترك الأمر عاما من دون أن يقدم للمتابع أي مبرر، وفجأة تغيرت لهجته بعد القرار الذي يستهدف معالجة الفوضى وإعادة هيبة الكرة السعودية بعدما تراجعت كثيرا واصبح الكثير من الأندية يعاني الديون والأزمات المالية الكبيرة، وهذا لا يعكس استجابة مثل هذه النوعية ومباركتهم للقرار وقناعاتهم الثابتة (مع أو ضد) ولكنه يعكس أن هناك من يعمل في الرياضة والأندية السعودية والإعلام وهو يطبق المثل (معاهم معاهم.. عليهم عليهم) من دون تقديم رؤية واطروحات تعتمد على القناعة التامة والنظرة البعيدة والرأي السليم، وما حدث في موضوع التعاقد مع الحراس الأجانب مشابه لموضوع اللاعبين غير السعوديين الستة، ولكنهم أرادوا كيل الاتهامات بلا تحقق، وهناك من كذب وضلل قبل أن تضعه لجنة الاحتراف في زاوية ضيقة كشفت من خلالها عشقه للتجني على الآخرين وأنه "يدرعم" بلا معرفة وتحقق وأن الأمر لديه لا يختلف من إعادة تغريدة تحمل معرفا مجهولا ولكن مضمونها يناسب توجهاته ويسيء لأشخاص يختلف معهم وأندية لا يشجعها؟.. وعندما نقارن بين الحالتين السابقتين فنريد الوصول إلى التأكيد على أننا أمام معظلة كبيرة وحرج أكبر عانت منهما الرياضة أبطالهما شلة (معاهم معاهم.. عليهم عليهم).. هؤلاء الذين لا ينظرون لمصالح الرياضة السعودية بالدرجة الأولى انما ينظرون من زاوية الميول والعواطف والعلاقات، والمضحك أن من ينظر وينتقد مدربين وإداريين اخفقوا في التدريب والعمل في الأندية، حتى تجاربهم بعيدا عن هذه الأدوار لم يكتب لها النجاح، ما يعني أنهم فقط يريدون التواجد عبر منابر النقد حتى لو كانت آراؤهم متناقضة وتكشف ضحالة فكرهم وتعصبهم، مثل ذلك الذي يتولى حاليا عضوية أحد اللجان في اتحاد الكرة ومن يتابع تغريداته وتحليلاته وملاسناته مع بعض المغردين والضيوف يصاب بالخجل، وكيف أنه دخل المجال الرياضي، وهو الذي لم يخلع قبعة التعصب من رأسه والتجني من مخيلته، والتضليل من ذهنه والمعلومات المغلوطة من دماغه. ربما لا تستغرب صرخة مشجع متعصب وإعلامي مطبل فالحال بين الاثنين لا يختلف، ولكن تستغرب من شخص يعمل في اللجان وقريب من الاتحادات فتأتي "شطحاته" ويظهر تعصبه أشد ممن يجلس في المدرجات ويغرد خلف الاسماء المستعارة في "تويتر"، وهذه النوعية من الصعب جدا أن تؤتمن على العمل فأعان الله الرياضة عليهم.