اليوم ستدق ساعة الحقيقة، وسنعرف أي اتجاه سلكته قطر في أزمة تسببت فيها باتخاذها نهجاً لم يعد السكوت عليه أمراً مقبولاً كونه تعدى "السيادة" التي تتحدث عنها الحكومة القطرية إلى التعدي على سيادة وأمن واستقرار محيطها الخليجي والعربي عبر ممارسات لا تتسم بالكياسة والتدبير وبعد النظر الذي غاب في الأزمة القائمة. لن نستبق الأحداث ونقفز للاستنتاجات دون أن نعرف حقيقة الرد القطري على القائمة الخليجية العربية، وإن كان تصريح وزير خارجية قطر قبل يوم من الاجتماعي الوزاري الرباعي الذي سيعقد اليوم في القاهرة الذي قال فيه "الرد على المطالب الذي سلم للكويت كان معداً مسبقاً"، هذا التصريح ينبئ أن الحكومة القطرية لازالت تتعنت في موقفها دون إبداء مرونة تتفق مع حساسية الموقف وتبعاته، وأن بعد النظر وضعف المنطق لا يزالان يهمينان على الفكر الاستراتيجي القطري الذي يتنافي مع واقع الحال ويؤسس لمستقبل غامض تتجاذبه الأهواء المبنية على أسس غير صلبة ستدخل قطر في نفق مظلم لا تعلم هي كيف ستخرج منه حيث لا ضوء في نهايته. لا نفهم التعنت القطري المبني على مبدأ السيادة التي تكررت في كل رد فعل صدر عن الدوحة، فالمتطلبات الخليجية العربية لم تمس سيادة قطر أبداً، بل إنها طلبت من قطر عدم التدخل في شؤونها الداخلية مما يعني أن قطر هي من مسّت سيادة الدول الأربع وتدخلت في شؤونها، وما التسجيلات التي تم بثها لحكام قطر وثبت فيها التآمر على أمن واستقرار وسيادة هذه الدول إلا دليل دامغ غير قابل للنقض على السلوك القطري الذي وضح جلياً أنه يهدد الأمن القومي العربي برمته من خلال عبث سياسي تم استخدام المال من أجل تحويله إلى إرهاب ممنهج قطر نفسها ليست بمنأى عنه. تفاءلنا عند موافقة الدول الخليجية والعربية على تمديد المهلة التي منحت لقطر لتتجاوب مع المطالب فتلك كانت مبادرة خير ومرونة في الموقف في دليل على رغبة هذه الدول في الوصول إلى تسوية للأزمة وتلبية لطلب أمير الكويت، هذا التفاؤل ذهب أدراج الرياح بعد تصريحات وزير الخارجية القطري يوم أمس التي لم تكن على المستوى المأمول الذي كنا نرجو، وجعلت قطر في موقف من "ضيعت الصيف اللبن" .