في الوقت الذي تصدح فيه أبو ظبي "الحل عند السعودية وبيد سلمان"، نرى الدوحة التي تمر بأزمة دبلوماسية بعد قرار دول الخليج ودول عربية قطع علاقاتها الدبلوماسية بها، تصر على عسكرة الأزمة بحشدها لجيوش بعض حلفائها، وكأنها مهددة بحرب قريبة، الاأمر الذي له مؤشرات سلبية من نواحٍ سياسية واقتصادية على قطر. كانت صحيفة "الفاتو كوديتيانو" الإيطالية نشرت يوم الجمعة تقريراً عن إنهيار قطر، بعد الأزمة الدبلوماسية، حيث تستورد الدوحة ما يصل إلى90٪ من استهلاكها الغذائي، وبعد توقف ما يصل إلى نصفها بسبب الأزمة، ستجد قطر نفسها معزولة عن العالم، وأشارت الصحيفة الإيطالية إلى التأثر الاقتصادي الضخم الذي تعانيه، جراء إغلاق مصنعيها المنتجة للهيليوم، مما يعني توقف إنتاج الهيليوم القطري، واتجاه المستهلكين لأسواق أخرى. الزمان والمكان الآن، يجعل لا مكان للمراهقة السياسية التي تصر الدوحة على ألا ترشد عنه، فمكان الدوحة بالقرب من أماكن نزاع الإرهاب بالعالم، وعلى بعد كيلوات من العدو داعم الإرهاب وذي الأهداف التوسعية المعلنة، وفِي وقت حرج جداً، مازالت سوريا ودول أخرى قريبة تعاني فيه من الفوضى، يجعل تشجيع الفوضى والوقوف معها، سيجعل الدوحة المتأثرة اقتصادياً هدفاً ليس بعيداً للإرهاب والفوضى. اليوم ولم يتبق سوى أيام قليلة على موافقة الدوحة على شروط جيرانها وبني عمومتها دول الخليج، أتمنى شخصياً موافقتها والبدء بالتنفيذ، من أجل أن تبقى قطر منا وفينا، وليعيش شعبها برخاء بعيداً عن الحروب والنزاعات، وعوضاً عن أن نسمع عن فتح مكتب لقناة الجزيرة في صنعاءالمحتلة من الحوثي الذي يحارب الخليج والعرب، نريد أن نسمع أن الجيش القطري ساهم مع أشقائه بالتحالف العربي بتحرير صنعاء اليمن، من التوغل الإيراني. ولأننا في الخليج على ثقة من عروبة الدوحة وخليجيتها، مازلنا نأمل ونمني النفس أن يحقق حكام "قصر الوجبة" أمنية خليجية، تبدأ بتوحد حكامنا واتفاق توجهاتهم خفاء وعلناً، فليس هناك في الخليج طموحات توسعية، على حساب أبناء العم والأشقاء، وافقي يا دوحة ونفذي فوراً من أجلك ومن أجل شعبك، ولا تعسكري الأزمة وتحققي لأعدائنا أمنياتهم.