لم تكن حادثة أجياد المصافي التي حصلت في أواخر شهر رمضان المبارك بالأولى التي يخطط لها الإرهابيون لاستهداف الحرمين الشريفين والآمنين فيهما من المسلمين في رمضان والحج، فالإجرام الذي لا يراعي حرمة البلد الحرام ولا حرمة الدماء، متأصل في نفوس الفئة الضالة المتعطشة لسفك دماء المسلمين وزعزعة الأمن. ويحمل تاريخ الإرهاب الأسود محاولات فاشلة لعناصر التنظيمات الإرهابية، الذين حاولوا اختراق صفوف الأمن التي تقوم على خدمة حجاج بيت الله والمعتمرين وزوار مسجد رسوله، كان أولى تلك الهجمات الفاشلة قبل 38 عاماً وقتها استولى أكثر من 200 مسلح متطرف على الحرم المكي بقيادة من يدعي النبوة حينها، الذي ادعى أنه المهدي المنتظر، وقد تسبب الهجوم بوقوع عدد كبير من الضحايا المدنيين ورجال الأمن في ساحة الحرم، فاضطرت قوات الأمن لتنفيذ عملية اقتحام ضد المجرمين. أبو راشد: انتصارات يحق لنا الابتهاج بها مع رجال الأمن د. زمزمي: نشر الشائعات سلبي ويهدف إلى بث الفرقة والشقاق والانقسام الاعتداء الثاني على الحرم المكي جرى في حج عام 1989، حيث حدث انفجاران، الأول في أحد الطرق المؤدية للحرم المكي والآخر فوق الجسر المجاور للحرم، ونتج عن ذلك وفاة شخص وإصابة 16 آخرين حينها. وأيضاً، كاد هجوم صاروخي أن يسقط على المشاعر المقدسة في شهر أكتوبر من العام الماضي لولا اعتراض دفاع التحالف العربي للصاروخ الباليستي الذي أطلقته ميليشيات الحوثي من اليمن، وفي نفس العام وقع انفجار إرهابي في موقف سيارات قوات الطوارئ قرب الحرم النبوي من الجهة الجنوبية أودى بحياة أربعة من رجال الأمن. الإسلام أطهر وأنقى وعدّ أمنيون وخبراء في الجماعات المتطرفة في حديثهم ل»الرياض» استهداف المسجد الحرام أنه يتطابق مع توجهات الإرهابيين البغيضة، والذين ينشطون في مثل هذه الأوقات ويستغلون مواسم العبادة لتنفيذ مخططاتهم الدنيئة وفقاً لأهداف ومطامع خارجية، مشيرين إلى أنها تعيد للأذهان حادثة استهداف الحرم النبوي الشريف في رمضان العام الماضي. وأكدوا أنه لم يعد هناك أدنى شك أن الإرهاب لا علاقة له بالإسلام وأنه في كل يوم يثبت أن الإسلام أطهر وأنقى من أن ينتمي له شرذمة سخرت وقتها وجهدها لعداء دين الله باسم الإسلام. وأدان المحامي والمستشار القانوني في الجرائم المعلوماتية د. إبراهيم زمزمي العملية الإرهابية النكراء التي حاولت استهداف الحرم المكي قبل أن تحبطها قواتنا الأمنية اليقظة، ويضيف: الاعتداء على بيت الله الحرام من الأمور العظيمة عند الله ويعاقب فاعلها بالخزي في الدنيا والعذاب في الآخرة. وأشار إلى أن استهداف أطهر بقاع الأرض كانت غايته زعزعة الأمن والاستقرار في المملكة للنيل من مكانتها الإسلامية والعربية والدولية والدور الذي تقوم به في مواجهة الإرهاب بالمنطقة، وذلك لخدمة مصالح الدول والجهات التي تدعم الإرهاب. وكشف زمزمي أن التنظيمات الإرهابية تعتمد في تحركاتها على بث فكرها ومنهجها وإيديولوجيتها لتجنيد الشباب في خلاياها الإرهابية مستغلين قلة خبرتهم وسذاجتهم، حيث يتوجه بعض المتحمسين حماساً غير منضبط إلى أخذ فتاواهم من غير مصادرها الشرعية، ووسائل التواصل الاجتماعي التي تتلاعب بعقولهم وعواطفهم، وبذلك تستطيع هذه التنظيمات تقسيم المجتمعات والعائلات والدول إلى فئات متنافرة، كما تعتمد في الأساس على التمويل والتسليح والمعلومات الاسخباراتية من بعض الدول والجهات المعادية والداعمة للإرهاب. دحر الإرهاب وأوضح خبير الجرائم المعلوماتية، إن السياسة الأمنية الاستباقية من شأنها دحر خطر الإرهاب عن المملكة والإطاحة بالمشتبه بهم وتفكيك الخلايا الإرهابية وإحباط مخططاتهم لمنعهم من تنفيذ جرائمهم ضد المواطنين والمقيمين وضيوف بيت الله الحرام، ولا شك أن هذه الضربات تؤثر سلباً وبشكل كبير على معنويات هؤلاء الإرهابيين وتجعلهم على الدوام متخبطين يفكرون كيف يتجنبون عمليات كشف خططهم وجرائمهم لعلمهم بكافة الأجهزة الأمنية وقدرتها التي تفاجئهم بهذه الضربات الاستباقية. ولذلك نجدهم دائماً ما يلبسون الأحزمة الناسفة لأنهم متوقعون كشفهم ومداهمتهم من قبل الأجهزة الأمنية في أي لحظة. وطالب زمزمي المواطنين والمقيمين بالتعاون الدائم مع الأجهزة الأمنية وتزويدهم بأي معلومة في هذا الشأن مهما كانت درجة أهميتها وسوف يتم التعامل معها فوراً بكل جدية من قبل الأجهزة الأمنية. وحذر من رصد تحركات القوات الأمنية أو تصوير مواقعها أو نشر هذه الصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي لما في ذلك من تعريض حياة رجال الأمن للخطر، حيث يؤدي هذا السلوك إلى إفلات بعض العناصر الإرهابية والمطلوبين أمنياً من قبضة الأمن والعدالة. جريمة التصوير والشائعات وأضاف للأسف إن بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي يقدمون المساعدة بدون وعي للعناصر الإرهابية من خلال تصوير ونشر تحركات القوات الأمنية أثناء تأدية وتنفيذ مهامها الأمنية، ويترتب على ذلك إمكانية هروب المجرمين قبل ضبطهم أو استعدادهم للتصدي للقوات الأمنية، الأمر الذي يعرض حياة رجال الأمن للخطر، مشيراً إلى أن هذا السلوك (التصوير والنشر) مجرم نظاماً ويعد مساساً بالنظام العام وفقاً للمادة السادسة من نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية ومعاقب عليه بالسجن لمدة خمس سنوات وغرامة مالية لا تزيد على ثلاثة ملايين ريال أو بإحداهما، لذا ندعو المواطنين والمقيمين إلى تجنب هذا السلوك وندعوهم إلى التفاعل الإيجابي مع قوات الأمن. وشدد الخبير في الجرائم المعلوماتية أن بعض الشائعات لها بالغ الأثر السلبي وتهدف إلى بث الفرقة والشقاق والانقسام كما تؤدي إلى تحطيم الحالة المعنوية من خلال إثارة القلق والخوف في نفوس أفراد المجتمع، ولا يزال نشر الشائعات مستمراً عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل «واتس اب» و»تويتر» و»فيس بوك».. وغيرها من المواقع الإلكترونية، حيث يرجع سبب استمرار البعض في ترديد الشائعات وتداولها دون اكتراث إلى جهل الكثيرين بالأنظمة المرعية التي تضبط هذه السلوكيات والعقوبات الواردة بهذه الأنظمة، فإنه على سبيل المثال إذا كانت الشائعة عبر شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وكان الغرض منها المساس بالنظام العام، فإن الجاني يعاقب وفقاً للمادة السادسة أيضاً، وإذا كانت الشائعة تتعلق بتقديم الدعم المعنوي للتيارات أو الجماعات -وما في حكمها- الدينية أو الفكرية المتطرفة أو المصنفة كمنظمات إرهابية داخلياً أو إقليمياً أو دولياً، أو السعي إلى زعزعة النسيج الاجتماعي واللحمة الوطنية، فيعاقب الجاني وفقاً لنص البند (أولاً) من الأمر الملكي رقم أ/44 وتاريخ 03/04/1435ه بالسجن مدة لا تقل عن ثلاث سنوات، ولا تزيد على عشرين سنة، وإذا كان مرتكب الفعل من ضباط القوات العسكرية، أو أفرادها، فتكون العقوبة بالسجن مدة لا تقل عن خمس سنوات، ولا تزيد على ثلاثين سنة. انتصارات مفرحة فيما أكد المحامي خالد أبو راشد الفعل المشين من هؤلاء المجرمين جاء من أجندة خارجية تدعم الإرهاب والإرهابيين، مشيراً إلى أن ما قام به هؤلاء الخونة أثبت أن الإرهاب لا دين له ويتضح أنه تمثيل لأجندات خارجية مدعومة لأطماع سياسية بغطاء ديني. أي إسلام يتحدثون عنه وهم يريدون تفجير بلاد الحرمين ويقتلون المسلمين! وشدد أبو راشد على أن الإرهابيين يعتمدون في تحركاتهم على السرية في المعلومات كما تفعل العصابات المجرمة، وبالتالي يتخذوا الإجراءات التجسسية والمراقبة وجمع المعلومات من جميع الأطراف المتعاونة والمتخاذلة معهم ممن تم غسل أدمغتهم من السذج من خلال تعبيراتهم المضللة والدعايات الكاذبة التي يطلقونها. ووصف العمليات الاستباقية الناجحة أنها انتصارات يحق لنا جميعاً الفرح بها، وقال: العمليات الاستباقية تأتي بتوفيق من الله عز وجل ثم بفضل رجال الأمن الذين يحسب لهم الإنجازات المتتالية في هذه الضربات الاستباقية وليست إحباطاً هي بل انتصارات لرجال الأمن على الإرهاب والإرهابيين فهي دليل على الإمكانات الأمنية المتوفرة في بلادنا. وحذر المحامي القانوني من التساهل في تصوير العمليات العسكرية، لأنها من أكبر الأخطاء وتصوير مواقع رجال الأمن وتحركاتهم حتى لو كان بحسن نية لأننا في التصوير نساهم في تزود الإرهابيين بالمعلومات عن عددهم وتحركاتهم ومواقعهم وهذا خطأ جسيم جداً لأنه يؤدي إلى العقوبات والسجن. وأشار إلى أن نشر الشائعات يعتبر من الجرائم المعلوماتية التي نص النظام على تجريمها وعلى عقوبتها بالسجن والغرامات، فيجب على الجميع الانتباه إلى هذا، لأن المجرمين لما تصيبهم حالة من الضعف أمام الدولة ورجال الأمن يقوموا بزرع الفتن والقلاقل ونشر الشائعات السلبية لأن الحرب على الإرهاب ليس فقط بالناحية العسكرية أيضاً على الفكر والنقاشات. مخططات فاشلة وشدد المحامي والمستشار القانوني عبد الله الشايع على أن هؤلاء الإرهابيين أدوات مسيرة والآلات يحركون من خارج البلاد، ويتم التحكم بها عن بعد من جماعات إرهابية تقبع خارج البلد وبالتالي فإن تلك الجماعات لديها عدد من المرتكزات الأساسية وهي ( المناسبة - الزمان - العنصر - المكان) فهم يحاولون اختيار المناسبات التي تجتمع فيها الحشود والتي يتواجد فيها عناصر رجال الأمن والشخصيات المهمة بكثرة والمكان الذي ستنفذ فيه تلك العملية وزمانها لنجد في الأخير أن إرهابهم يهدف إلى الإيقاع بأكبر عدد ممكن من الضحايا. وأضاف ليكون الحدث مهماً جداً فسبق وأن خططوا للتفجير بالحرم النبوي الشريف ومواسم الحج وفي ملعب الجوهرة بجدة وأخيراً في الحرم المكي الشريف وباءت جميعها بالفشل ولله الحمد والمنة. وكشف الشايع أن مخططاتهم تتضح لكل عاقل مدرك أن هؤلاء الإرهابيين ليسوا إلا ممن قد أضلهم الله وأعمى أبصارهم وأنهم ليسوا إلا منفذين لمن يخطط لتشويه صورة الإسلام المتسامح وزعزعة أمن هذا البلد الأمين ولكن الحمد لله الذي سخر رجال الأمن ودولتنا الرشيدة في القضاء عليهم. وامتدح القانوني رجال الأمن في تحقيق الانتصارات على هؤلاء المجرمين وقال: الضربات الاستباقية التي أفشلت كل محاولاتهم وكانت محط أنظار وإعجاب دول العالم أجمع رغم أن هؤلاء الشرذمة يستخدمون أحدث التقنيات في تنقلاتهم وأحدث الطرق في تنكرهم ولكن كل ذلك تحت سيطرة ورقابة أجهزة الأمن الباسلة يضاف إلى ذلك حس الأمن العالي لدى المواطن والمقيم والذي لا يتردد في الإبلاغ عن أي تصرف أو سلوك يثير الريبة، مما أدى لانكماشهم وتفككهم وإحباط من يقف وراءهم من دول باغية ومنظمات إرهابية. العمليات الاستباقية لرجال الأمن تثير الرعب داخل الإرهابيين د. إبراهيم زمزمي المستشار القانوني عبدالله الشايع المحامي خالد أبو راشد