المراوغات القطرية سياسيا ورياضيا وفي أكثر من مجال لم تكن وليدة اليوم، والأجمل أنها تتكشف يوما بعد الآخر بصورة أوضح للعالم ومن تحاول الدوحة تضليلهم وتمرير مشاريعها المشبوهة عليهم، بالأموال الضخمة تارة وبالهدايا العينية الثمينة تارة أخرى، قبل أن يخرج تقرير المحقق الأميركي مايكل غارسيا إلى الواجهة ب400 صفحة ولم يصمد امامه الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" في محاولة التكتم، وحسب هذا التقرير فالممارسات القطرية المشبوهة كانت ومازالت على أكثر من صعيد وطالت مسؤولين ورياضيين وإعلاميين عدة، منها ما هو شراء ذمم لمسؤولين في الاتحاد الدولي والاتحادات القارية، والتعاقد مع رؤساء أندية عالمية لدعم الملف تحت غطاء عقود الرعاية والاستشارات بحكم أن رئيس برشلونة السابق ساندرو روسيل الذي يحاكم بتهم فساد وتلاعب مالي الآن صديق لأحد المؤثرين في التصويت على الملف القطري. هذه اللعبة القطرية التي لم تعد مستغربة ولكن بطرق متعددة وخبيثة ومغرية لأصحاب الذمم الضعيفة يبدو أنها ستعصف برؤوس عدة إذا ثبت بالفعل أن الدوحة استغلت المال للإغراء حتى تنتزع حق استضافة المونديال، وهذا يعني أن الاتحاد الدولي الحالي برئيسه السويسري جياني إنفانتينو أمام اختبار صعب للغاية ومطلوب منه التحرك وفتح الأوراق القديمة بكل حياد وشفافية، ومحاولات تمييع الأمر وأنه لا يرتقي إلى مستوى سحب المناسبة العالمية من قطر سيزيد النظرات السيئة تجاه "الفيفا" الذي يقبع رئيسه السابق السويسري جوزيف بلاتر تحت عقوبة الإيقاف لستة أعوام وكان وقتها شاهدا على فوز قطر بتنظيم مونديال 2022، فالتقارير المتتالية عن شبهة الفساد القطري تشير إلى أن سحب استضافة المونديال من دولة متورطة في زعزعة أمن جيرانها ودعم الإرهاب والجماعات الإرهابية، وهذا يتنافى مع ضرورة السلم العالمي هو الخيار الأنسب، لأن دول المنطقة لن تقبل بالتعايش مع قطر ما لم ترضخ للشروط السياسية التي طلبتها دول المقاطعة واصرت على تنفيذها بعيدا عن أي حوار ونقاش حول هذه الأمر، وإذا ما استمرت هذه المقاطعة فهذا يعني أن المنطقة ستكون متوترة بفعل قطر وسياستها الخاطئة وبالتالي استحالة اقامة مونديال 2022 فيها. اما محاولات قطر النفي تارة ولوم بعض الأطراف تارة أخرى فهو أسلوب قديم على طريقة "ليس أمامها ما تخسره" بعدما انكشفت اللعبة واصبح الكثير لا يثق بقطر، بسبب وضعها المريب وعلاقاتها المشبوهة سياسيا ورياضيا وعلى مختلف الأصعدة، وهذا سيكبدها خسائر عدة ومن ثم دفع الثمن غاليا على مستوى العلاقات مع دول الجوار ووضع رياضتها تحت شبهة الفساد الدائمة.