ربما لا يتسع إستاد خليفة الدولي لأكثر من 40 ألف مشجع لكنه أصبح بمثابة ترجمة واقعية لمساعي «لم الشمل» في منطقة الخليج العربي بعد إعلان التصميم الجديد للإستاد من العاصمة السعودية الرياض. ومنذ بداية فعاليات بطولة كأس الخليج الثانية والعشرين (خليجي22) بالرياض، كان «لم الشمل» هو الشعار المسيطر على هذه النسخة نظراً للموقف المتوتر بين دول الخليج الذي كان سائداً في الآونة الأخيرة والذي انتهى بعد قمة الرياض. وتزامنت فعاليات البطولة مع عودة سفراء الدول الخليجية إلى العاصمة القطريةالدوحة ليكون هذا مؤشراً على تحسن الأوضاع بين قطر وجيرانها. وبينما احتفلت الدوحة بتأهل المنتخب القطري (العنابي) إلى المباراة النهائية لخليجي 22 ، كان الاحتفال القطري الأكبر في الرياض من خلال تدشين وإعلان التصميم الجديد لإستاد خليفة الدولي من الرياض وبحضور ممثلين ومسؤولين من جميع الدول الخليجية التي باركت وساندت إقامة بطولة كأس العالم 2022 في قطر. وتبلغ سعة إستاد خليفة خلال المونديال القطري 40 ألف مقعد، حيث يحتضن عدداً من مباريات الدور الأول (دور المجموعات) ودوري الستة عشر والثمانية. وتأسس هذا الإستاد عام 1976 ويتميز بتصميمه المعماري الفريد كما سبق له استضافة عدد من الأحداث الرياضية المهمة مثل كأس الخليج ودورتي الألعاب الآسيوية والعربية ولقاءات الدوري الماسي لألعاب القوى وعدد من المباريات الدولية الودية الكبيرة بمشاركة منتخبات عالمية كمباراتي البرازيل مع الأرجنتينوالبرازيل مع إنجلترا. وأصبح هذا الإستاد هو الثالث الذي تعلن عنه لجنة المشاريع والإرث من بين الإستادات التي ستستضيف فعاليات المونديال القطري بعدما دشنت من قبل استادي الوكرة والخور.وصبت تصريحات جميع المسؤولين خلال حفل الإعلان عن التصمم الجديد لإستاد الخليفة في اتجاه واحد وهو مقاومة الحملة الشرسة التي تشنها بعض الصحف الأجنبية على الملف القطري رغم تبرئة ساحة الملف من ادعاءات الفساد. وكانت لجنة القيم بالاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) نشرت تقريراً عن التحقيقات التي أجريت بشأن ادّعااءت الفساد في عملة منح حق استضافة بطولتي كأس العالم 2018 و2022 لروسيا وقطر على الترتيب. وأكد التقرير عدم صحة هذه الادّعاءات ولكن بعض وسائل الإعلام الأجنبية استغلت ما أكده مايكل جارسيا كبير المحققين بلجنة القيم والذي أجرى التحقيقات بالطعن على التقرير الذي أصدرته اللجنة لرغبته في نشر تقرير التحقيقات كاملة وأعادت شن حملاتها على الملف القطري. وإزاء هذه الحملة، وجدت لجنة المشاريع والإرث التي تشرف على استعدادات قطر لاستضافة مونديال 2022 ضالتها في الإعلان عن التصميم الجديد لإستاد خليفة الدولي من الرياض للتأكيد على وقوف الخليج يداً واحدة في مواجهة هذه الحملة. وقال نجم كرة القدم الكويتي السابق عبد العزيز العنبري «جميع دول الخليج تقف منع قطر في هذه المواجهة وجميع الخليجيين جنود لهذا الملف» مشيراً إلى شعور الخليج بفرحة كبيرة لاستضافة هذا الحدث العالمي الضغط ومؤكداً أن العالم سيرى بطولة لم يشاهد مثلها من قبل. وعن الهجمة التي يتعرض لها الملف القطري من وسائل الإعلام الغربية، قال العنبري إلى وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) «أعتقد أن الأمر حسم وانتهت القضية بعد صدور تقرير لجنة القيم بالفيفا.. ولكن ستظل الانتقادات والاتهامات من جانب الصحافة الإنجليزية وبعض وسائل الإعلام الغربية والأمريكية وعلينا كإعلام عربي وخليجي أن نقف بجوار الملف القطري ونتصدى لهذه الهجمة التي نرى أنها أصبحت بلا جدوى». وعن إعلان التصميم الجديد لإستاد خليفة من الرياض، قال العنبري «إنه شيء يسعدنا أن يعلن القطريون عن هذا الاستاد من الرياض وهو تصرف يضاف إلى الجهد الهائل المبذول في استعدادات المونديال.. والآن، يمكن أن نقول إن الوقت حان للوقوف خلف هذا الملف ودعمه بقوة لأنه سيسعد جميع الخليجيين والعرب». وقال محيسن الجمعان نجم الكرة السعودية السابق «ستظل حملة الانتقادات الموجهة ضد الملف القطري من وسائل الإعلام الغربية لأن هناك بعض المغرضين ولكن الخليج كله يدعم الملف القطري والمسألة شبه منتهية».كما أشاد الكويتي فيصل القناعي رئيس الاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية بالجهود القطرية الجادة المبذولة للانتهاء من الاستعدادات المطلوبة لاستضافة مونديال 2022 . ووصف القناعي، في بيان على هامش حضوره الاحتفالية الكبرى بالرياض للإعلان عن تصميم إستاد خليفة الدولي، هذه الجهود «بالجبارة». وأضاف «ها نحن نشهد ونتابع العمل الدؤوب والمستمر للظهور بصورة مشرفة لنا كخليجيين وعرب في تنظيم المونديال». ورأى القناعي، الذي يشغل أيضا منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية، أن اختيار الرياض ووسط هذه التظاهرة الخليجية الرياضية للاعلان عن التصميم الجديد لاستاد خليفة الدولي بالدوحة كان خطوة ذكية لإثبات أن استضافة قطر لمونديال 2022 شأن خليجي وعربي قبل أن يكون شأناً قطرياً. واستنكر القناعي معاودة بعض وسائل الإعلام البريطانية هجومها ، الذي وصفه «بالعنصري» ، ضد قطر بعد صدور الحكم النهائي الذي أكد ما كان مؤكداً عن نزاهة الملف القطري متمنيا على القطريين عدم الالتفات لهذه الأصوات التي تحاول يائسة عرقلة وإعاقة الطموح القطري لتحقيق الحلم العربي. وأضاف «حبذا لو يطبق الإعلام البريطاني على نفسه المصداقية كما طبقت اللجنة العليا للمشاريع والإرث كافة المعايير المطلوبة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) « . كما رحبت أسرة الاتحاد العربي للصحافة الرياضية بتدشين إستاد خليفة الدولي خلال إقامة خليجي 22 في العاصمة السعودية الرياض. وأشار الاتحاد العربي للصحافة الرياضية إلى أهمية تضامن الإعلام العربي لدعم هذا النجاح في الملف القطري والوقوف بحزم أمام الهجمات الشرسة الباطلة للنيل من استضافة قطر لهذا المونديال رغم التأكيد على نزاهة وكفاءة الملف القطري من خلال الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ورئيسه السويسري جوزيف بلاتر الذي أكد على أحقية ونزاهة قطر وأن مونديال 2022 لن يقام إلا في قطر بالإضافة لتقرير أكبر جهة حقوقية وقانونية في الفيفا بعد عامين من المداولات والتحقيقات، حيث أصدرت قراراً قطعياً بشفافية ونظافة ونزاهة الملف القطري.وأوضح الاتحاد ، في بيانه، «نتطلع إلى أن تتضامن كل الدول العربية وفي طليعتها الإعلام الرياضي العربي لدعم قطر في كل خطوات مسيرتها نحو نجاح باهر للمونديال.. الاتحاد العربي للصحافة الرياضية يضع كافة إمكاناته باستمرار لدعم الجهود المتميزة لقطر ليكون مونديال 2022 متميزاً بعدما أكدت قطر قدرتها الفائقة على تنظيم عشرات البطولات والدورات والأحداث والمناسبات الرياضية العربية والقارية والعالمية».أشار البيان «الاتحاد على ثقة بأن كل الإعلاميين الرياضيين العرب سيقفون بقوة إلى جانب قطر في هذا المشوار الحضاري الذي يخدم كل العرب ويدعوهم لدحض كل الادعاءات التي تحاول الإساءة لهذا العمل الرياضي العظيم».