أولت وسائل الإعلام العالمية تعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد خلفاً لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف اهتماماً كبيراً مؤكدة أن هذا التعيين جاء في وقته المناسب، وأن هناك نقلة كبيرة تنتظر المملكة في جميع النواحي ومختلف المجالات، وأود أن أضيف أن شخصية سمو ولي العهد وإمكاناته القيادية -حفظه الله- جذبت العديد من رؤساء الدول الذين تحاور معهم سموه في فترات سابقة لمناقشة قضايا المنطقة وتداعياتها، ولسنا ببعيدين عن بناء سموه للتحالف العربي الذي أقض مضاجع إيران وأذنابهم من الحوثي والمخلوع، حيث لم يتوقع أكثر المتفائلين أن يكون هناك تحالفاً بهذه القوة والتكتيك العسكري الذي استطاع بحمد الله من دعم ونصرة الشرعية في اليمن التي كادت أن تتهاوى لولا هذا التدخل السريع لإنقاذ اليمن الشقيق من براثن مليشيات الحوثي، وأيضاً التحالف الإسلامي الذي كان لسموه اليد الطولى في تجهيزه والإعداد له مما يؤكد أننا أمام عقلية جبارة تستحق الإعجاب والفخر، وهنيئاً لنا بهذا الشاب الذي وضع نصب عينيه وطنه وأمته لتصبح علماً يشار إليه بالبنان. جميعنا نسمع عن رؤية المملكة 2030 التي تبناها سموه، وتهدف إلى عدم الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للدخل، إضافة إلى تقليص البطالة، ودعم السعودة، والاعتماد على مصادر أخرى مثل السياحة، والاستفادة من الموانئ بشكل أكبر، إضافة إلى عدد من الإصلاحات الاقتصادية، مما يشير إلى أننا مقبولون بحول الله على نقلة مهمة ستعيد تشكيل خارطتنا الاقتصادية والاجتماعية إلى مستويات عالمية غير مسبوقة. أعجبتني آلية انتقال الحكم في المملكة، والتي تعتمد على الشورى والمبايعة وفق الكتاب والسنة التي هي المصدر الأساسي للحكم في هذه البلاد المباركة، حيث بايع أغلب أعضاء هيئة البيعة لسمو ولي العهد، مما يؤكد ثقتهم الكبيرة في سموه؛ نظير ما تحقق خلال الفترة الماضية من إنجازات جبارة تؤكد أننا أمام عقلية قيادية تتمتع ببعد النظر، وسعة الاطلاع، واستشراف للمستقبل ،كما أن سلاسة الانتقال للحكم، ومبايعة سمو الأمير محمد بن نايف للأمير محمد بن سلمان تدل على تفاهم وتناغم لا يوجد له نظير في أغلب دول العالم، وأن الحكم لدينا أساسه متين وثابت لا يتزعزع بإذن الله. متمنياً أن يديم الله عز وجل الأمن والأمان على بلدنا مهبط الوحي وقبلة المسلمين وأن يحفظ قادتنا من كل مكروه.