أبدأ حديثي بمبايعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد خلفاً لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، هذه المبايعة التي تم الإعلان عنها أمس الأربعاء حصلت على شبه إجماع من قبل هيئة البيعة في الأسرة الحاكمة الكريمة. ما يميز الحكم لدينا ولله الحمد أنه ينتقل بسلاسة واطمئنان وتوافق واستقرار سياسي لا يوجد له نظير، ويؤكد ذلك مبايعة الأمير محمد بن نايف لأخيه الأمير محمد بن سلمان بولاية العهد ودعواته الصادقة له بالتوفيق في هذه المهمة التي تتطلب الصبر والجلد والحكمة وبعد النظر، وهو ما يتمتع به الأمير الشاب محمد بن سلمان الذي يتمتع أيضاً بشخصية قيادية أبهرت الجميع ويشهد على ذلك الكثير من القضايا والتحالفات التي بناها مثل التحالف العربي في اليمن والتحالف الإسلامي إضافة إلى حضوره الدائم مع أغلب زعماء العالم للمشاركة في حل قضايا المنطقة التي تتطلب قائداً ملهما يتمتع بمزايا يندر أن توجد عند غيره وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء. خير بداية لهذه المبايعة المباركة أنها انطلقت من قصر الصفاء بمكةالمكرمة بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وهو ما يؤكد تمسك هذه الدولة بالتأصيل الشرعي في نظام الحكم القائم على كتاب الله وسنة رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام، كما أن خادم الحرمين لم يرغب أن يشق على أبنائه ممن يقيمون خارج مكةالمكرمة فطلب من أمراء المناطق أخذ البيعة نيابة عن ولي العهد بهدف البحث عن راحة أبنائه وعدم تكليفهم أو المشقة عليهم. ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عاش في كنف والده القائد الكبير الملك سلمان واستفاد منه الخبرة والممارسة وكيفية التغلب على المشكلات ودهاء السياسة والإدارة، وجميعنا نعلم كيف تحولت مدينة الرياض عندما كان خادم الحرمين أميراً عليها -حفظه الله- من مدينة متواضعة إلى أعرق عواصم العالم وهذا أقل ما قدمه -رعاه الله- لوطنه وما صنعه من أمجاد لبلده، ولذلك لا نستغرب هذا الطموح المتقد من سمو ولي العهد لأنه نهل من هذه المدرسة العظيمة واستفاد منها. رؤية المملكة 2030 هذه الرؤية التي تحدث عنها الكثير من الساسة والاقتصاديين العالميين ودورها المهم في نقل المملكة إلى مصاف الدول المتقدمة نظير ما اشتملت عليه من مبادرات ورؤى مهمة تصب في صالح البلد ومنها: تقليل الاعتماد على النفط وتقليص البطالة ودعم السعودة وتوفير الوظائف ودعم السياحة وغيرها من مزايا ايجابية تهدف لإصلاحات شاملة، هذه الرؤية التي بناها سمو الامير محمد بن سلمان تؤكد ما يتمتع به سموه من بعد نظر واستشراف للمستقبل وحرصه الكبير على نقل المملكة إلى الصفوف الأمامية مع الدول المتقدمة إضافة إلى ما تم الإعلان عنه من تأسيس لشركة التصنيع العسكري ونقل التقنية لتصبح المملكة دولة مهمة في مجال التصنيع في المستقبل القريب بإذن الله. الأمير محمد بن نايف خدم دينه ووطنه وضحى بجهده ووقته واستطاع بفضل الله القضاء على الإرهاب وقيادة دفة الأمن بكل كفاءة واقتدار فله منا الدعاء بالتوفيق على ما قدم.