في الآونة الأخيرة ومع التطورات المتلاحقة تقنياً ومع الإعلام الجديد بدأ الكل إلا النزر اليسير يتحدث في سياسة الوطن. وأن هذا الوطن مستهدف من أعداءٍ كُثُر همّهم إفساده، والحاقدون على وطننا لن يغمضوا أعينهم ولن يفقدوا الأمل، فما زال همهم الأول والأخير استهداف هذا الوطن وشعبه ومقدساته وثرواته التي نحسد عليها، فلا بد أن نكون يداً واحدة، حتى لا نكون فريسة سهلة لأعدائنا بالفعل لا بأس من الحديث والمشاركة لكن في حدود المعقول فالوطن في أيد أمينة. ها هي هذه البلاد الطاهرة برغم ما تمر به من تحديات على جميع الأصعدة يتم مبايعة ولي عهد جديد مليء بالحيوية والشباب. أنجز خلال فترة وجيزة أعمالاً تفوق الخيال، حالة لو مرت على دول أخرى لتأثرت لكنها السعودية لديها إيمان تام أن من راح فقد أدى ما عليه ويشكر على عمله ومن جاء فيتم مبايعته ومناصرته والسمع والطاعة. إنه الوطن وإنه الشعب وتلاحمهما. لله دركم ولله الحمد والمنة. فنحن شعب المملكة ولله الحمد شعب وفيٌّ لقيادته ووطنه ودينه، وحبه لوطنه لا يقارن ولكن في مثل هذه الحالات لا بد أن يتم الدعاء إلى الله بأن يحفظ هذا الوطن والدعاء لولاة الأمر بأن يوفقهم الله ويسددهم. قال الشيخ ابن باز رحمه الله: "إن من لم يدع هذا من جهله، وعدم بصيرته؛ لأن الدعاء لولي الأمر من أعظم القربات، ومن أفضل الطاعات، ومن النصيحة لله ولعباده، والنبي صلى الله عليه وسلم لما قيل له: إن دوساً عصت وهم كفار قال: (اللهم اهد دوساً وائت بهم) فهداهم الله وأتوه مسلمين. فالمؤمن يدعو للناس بالخير، والسلطان أولى من يدعى له؛ لأن صلاحه صلاح للأمة، فالدعاء له من أهم الدعاء، ومن أهم النصح أن يوفق للحق وأن يعان عليه، وأن يصلح الله له البطانة، وأن يكفيه الله شر السوء، فالدعاء له بالتوفيق والهداية وبصلاح القلب والعمل وصلاح البطانة من أهم المهمات، ومن أفضل القربات، وقد روي عن الإمام أحمد رحمه الله أنه قال: (لو أعلم أن لي دعوة مستجابة لصرفتها للسلطان)، ويروى ذلك عن الفضيل بن عياض رحمه الله.. وقال العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: الذي لا يدعو لولي الامر فيه بدعة من بدعة قبيحة، وهي: الخوارج -الخروج على الأئمة- . فنحن نحب وطننا وقادتنا فالجميع يعرف أن المواطن يحمل الحب والثقة لقيادته التي بادلته بالمثل، بل إنها جازت المحسن إحساناً، وعَفَت عمَّن أساء التصرف لوطنه. ونحن على ثقة بأن الشعب السعودي شعب متفانٍ لوطنه. لهذا أصبح شعبنا مضرب المثل بوفائه لقيادته، وأصبحت قيادتنا الحكيمة مضرب مثل بوفائها لشعبها، فالتوجهات والاهتمامات من خادم الحرمين الشريفين ومن ولي عهده وولي عهده محل السداد ولله الحمد. ونشكر الله عز وجل على الأمن والأمان والقيادة الراشدة وبوقفة الوفاء من هذا الشعب لهذه الحكومة، وأدعو الله أن يكونوا على هذه الوقفة دوماً لحماية وطنهم الغالي من كل شر، وأن يكونوا درعاً لقلعةٍ محصنةٍ أمام من يسعى جاهداً لإفساد هذا البلد، وبَثّ الفرقة بين القيادة والمواطن، وما حصل في السنين الأخيرة يثبت بما لا يدع مجالاً للشك لدى القاصي والداني أن المواطن السعودي مخلص لدينه ووطنه وقيادته. اللهم إني استودعتك هذا الوطن وقيادته وأهله، وأمنه وأمانه، ليله ونهاره، أرضه وسماءه، وإسلامه وبيت الله الحرام ومسجد خير الإنام. فاحفظها ربي من طامع، ومن كل من يريد بها سوءًا.