حدثني والدي رحمه الله أنه قضى حوالي شهر كامل في السفر من مدينة نجران إلى المدينةالمنورة وذلك قبل أكثر من 75 عاماً، وكان السفر حينذاك على الجمال مع مايرافق ذلك من مخاطر الطريق ووعثاء السفر. لقد أصبح السفر الآن ميسوراً ولا يحتاج إلى جهد أو زمن طويل أو مخاطر. وقد كشفت شركة هايبرماخ Hypermach عن طائرة ركاب تحمل اسم سونيك ستار تستطيع أن تسافر بسرعة قصوى تبلغ حوالي 4200 كيلومتر في الساعة، أي ضعف سرعة طائرة الكونكورد التي كانت أسرع طائرة ركاب في العالم. ويستطيع الإنسان السفر بطائرة سونيك ستار من أقصى الوطن العربي إلى اقصاه في خلال ساعة ونصف فقط!! ان السفر باختراق الزمن من الموضوعات التي تناولها كتاب الخيال العلمي، وقد تحولت بعض روايات أولئك الكتاب إلى أفلام سينمائية مثل رواية (آلة الزمن)، وهي من أهم روايات الكاتب البريطاني هربرت جورج ويلز (1866 – 1946). وتدور تلك الرواية حول عالم فيزيائي انتقل إلى المستقبل البعيد جداً بسرعة تفوق الخيال. والواقع أن الإنسان قبل عقود قليلة لم يكن يتخيل أنه يستطيع عبور العالم في ساعات معدودة، ولم يكن يتوقع أن يتواصل مع الآخرين وهم يبعدون عنه آلآف الكيلومترات في ثوان معدودة. ولكن هل من الممكن للإنسان أن يخترق الزمن ويذهب إلى المستقبل البعيد، وهو مقيم على الأرض، يقول العالم الفيزيائي ستيفن هوكنغ أن ذلك ممكن من خلال تطبيق النظرية النسبية لاينشتاين. ويضيف أنه من المحتمل إنشاء آلة للزمن تقفز بالإنسان إلى الأمام أو أنها تخترق الزمن بسرعة فائقة، فأنت تدخل هذه الآلة وتمكث بها فترة قصيرة، وتخرج منها لتكتشف أن الزمن الذي انقضى أكبر بكثير جداً من الزمن الذي قضيته داخل آلة الزمن. وبالطبع لا توجد أي تقنية حديثة تستطيع انجاز ذلك، وجميع التفسيرات حول قدرة الإنسان على إختراق الزمن لا تعدو أن تكون خيالاً علمياً لا يمكن تحقيقه حالياً. أما في القرآن الكريم فقد تحقق ذلك لأصحاب الكهف، حيث اخترق أصحاب الكهف بقدرة الله عزوجل حاجز الزمن إلى المستقبل، حيث قطعوا فترة زمنية مدتها ثلاث مئة وتسع سنوات في زمن لا يتجاوز اثنتي عشرة ساعة أو أقل، لكن هذه معجزة.