تعد منطقة الجوف من أبرز المناطق السعودية الغنية بالآثار والتراث والمقومات السياحية، إلى جانب تميزها بالكثير من الزراعات والصناعات المهمة التي تسهم في تنويع مصادر الدخل الوطني وينعكس بصورة إيجابية على أبناء المنطقة والمقيمين فيها، وتشهد المنطقة في عهد صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن بدر بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف ورئيس مجلس المنطقة نمواً متزايداً في عدد كبير من المشروعات الكبرى التي تتوافق مع برنامج التحول الوطني 2020 ورؤية المملكة 2030، ولعل من أهم هذه المشروعات المهمة المطروحة على جدول أعمال منطقة الجوف منظومة الخدمات الإلكترونية التي دشنها سمو أمير المنطقة مؤخراً، لتصبح منطقة الجوف من خلالها عنصراً فاعلاً يوظف أعلى التقنيات الحديثة لخدمة المنطقة بما يواكب الخطط التنموية للدولة في مختلف المجالات، وتأتي هذه المنظومة المتكاملة من الخدمات الإلكترونية ضمن مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله لتطوير العمل بإمارات المناطق "ريادة" الذي تُشرف عليه وكالة وزارة الداخلية لشؤون المناطق، انطلاقاً من الرعاية الكريمة التي يوليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- لتوفير كل الإمكانات المادية والبشرية والتقنية لتطوير بيئة العمل في إمارات المناطق ودعم مسار التحول التقني، والارتقاء بمستوى العمل الحكومي، حيث يتضمن برنامج "ريادة" خمسة مشروعات رئيسية هي "الإستراتيجية والحوكمة، تقنية المعلومات، الموارد البشرية، الاتصال المؤسسي، متابعة التحول والتغيير"، التي تم البدء فيها قبل أكثر من عام عبر عدة مراحل، وقد استهدفت المرحلة الأولى منه تجهيز البنى التحتية بالتركيز على المشروعات التي تمس حياة المواطن والمقيم من خلال تطوير الخدمات المقدمة في المسار الإلكتروني بناءً على توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية لتسهيل إجراءاتهم وإضفاء صبغة حضارية على بيئة العمل في إمارات المناطق، لتحقيق مفهوم "الإمارة الذكية" لتعزيز التواصل مع المواطنين ومؤسسات المجتمع المدني. وإلى جانب القفزة المتميزة التي حققتها منطقة الجوف في مجال تطوير منظومة الخدمات الإلكترونية، يحرص صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن بدر بن عبدالعزيز أمير منطقة الجوف ورئيس مجلس المنطقة، على أن تشمل مشروعات التطوير كل مناحي الحياة الاجتماعية في المنطقة على مستوى الخدمات الصحية، والبنى التحية، والطرق، والمتنزهات والمواقع الترفيهية، وكذلك المشروعات الزراعية والصناعية التي تتميز بها منطقة الجوف مثل الزيتون الذي يعده المهرجان الخاص به "مهرجان الزيتون" من أبرز الفعاليات السياحية والاقتصادية التي تتميز بها منطقة الجوف، وكذلك "مهرجان تمور الجوف" الذي يعد واحداً من أهم مهرجانات التمور التي تقام في عدد من مناطق المملكة، وغير ذلك من الفعاليات والمشروعات التي تقام على في محافظات ومراكز المنطقة بالتنسيق مع الغرفة التجارية الصناعية بالجوف، وغيرها الجهات الحكومية والخاصة. كما يولي الأمير فهد بن بدر بن عبدالعزيز الجانب التراثي والثقافي اهتماماً كبيراً نظراً لما تتمتع به منطقة الجوف من مخزون تاريخي يتمثل في المواقع الأثرية التي ترجع لآلاف السنين، وتحظى مشاركة الجوف في الكثير من الفعاليات السياحية والتراثية والثقافية التي تقام على مستوى المملكة باهتمام كبير من سمو أمير المنطقة، ويعتبر جناح منطقة الجوف في قرية "الجنادرية" التراثية واحداً من أهم الأجنحة التي تعكس الأهمية التاريخية والحضارية للمنطقة، وتعد المشاركة السنوية لمنطقة الجوف في المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية"، من المشاركات الأكثر جذباً لجمهور المهرجان، حيث يشتمل جناح الجوف في "الجنادرية" على أكثر من عشرة آلاف كتاب ونشرة عن المنطقة وتاريخها، بالإضافة إلى الأفلام الوثائقية، وأكثر من 80 مؤلفاً من تأليف أبناء المنطقة، إلى جانب الأنشطة الخاصة التي تعرف الزوار بأهم الوجهات السياحية والتراثية والأثرية، وكذلك الحرف والمشغولات اليدوية التي تتميز بها المنطقة، وهذا التنوع الذي يحرص سمو أمير المنطقة على أن يقدم صورة حضارية متكاملة عن منطقة الجوف وتاريخها العريق هو ما جعل جناح المنطقة من أكثر الأجنحة التي تحظى بإقبال كبير من الجمهور الذي يأتي للتعرف على تاريخ الجوف وأبرز مواقعها الأثرية، والتعرف على أبرز الزراعات والصناعات فيها، فيشاهد مراحل عصر الزيتون واستخراج الزيت منه مباشرة أمام زوار الجناح، والاستمتاع بالفلكلور الشعبي للمجتمع الجوفي من خلال فرقة الجوف للفنون الشعبية التي تقدم عروضها المميزة على مدى أيام المهرجان ومن أبرزها العرضة والسامري. ومن المنتظر أن تشهد منطقة الجوف في الفترة القادمة نقلة نوعية على مختلف المستويات، حيث يقوم سمو أمير المنطقة الأمير فهد بن بدر بن عبدالعزيز بنشاط ملحوظ واجتماعات مكثفة يهدف من خلالها إلى تحفيز الجهات الحكومية المعنية على دعم مشروعات البنية التحتية التي من شأنها دفع عجلة الاستثمار في المجالات المختلفة، والاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة بالمنطقة، في إطار برنامج التحول الوطني وتنفيذ رؤية المملكة 2030.